إن قطاع التعليم ببلادنا ولا سيما منه ذاك المتعلق بالوسط القروي يحمل من المتناقضات ما لا حصر له ومن المضحكات والمهازل ما يجعل من بلدنا مسخرة كبرى أمام باقي الدول! وفي شقه المتعلق بالإدارة التربوية نسجل مجموعة من المفارقات من قبيل الطريقة التي يدير بها البعض مؤسساتهم! إذ لا يكلفون أنفسهم عناء التنقل بين الوحدات الدراسية فتراهم يباشرون مهامهم من داخل بيوتهم التي تبعد عن مقرات العمل في الغالب بعشرات الكيلومترات، أو من داخل المقاهي في حالات أخرى بعدما يكونون أحكموا عملياتهم الاستخباراتية باختيار أشخاص من سكان الدواوير التي عليها الوحدات الدراسية والفرعيات التابعة لهم،هذا الجهاز الاستخباراتي الذي يمكنهم من رصد كل حركات وسكنات السادة المدرسين والسيدات المدرسات! كما يمكن لهذا الجهاز الاستخباراتي الإخبار عن تغيبات الأساتذة وتأخراتهم، ومراقبة كل أنشطتهم اليومية،ويحرصون على إفادة المديرين بكل كبيرة وصغيرة! وبعد وصول التقارير الدقيقة إلى المديرين حينها يقومون بتوجيه الاستفسارات والاقتطاعات والتهديدات والزجر وغيره في تناقض صارخ، إذ على المدير الذي يزجر الغياب أن يكون نموذجا للاستقامة والانضباط! وعلى المدير الذي يطالب بالجذاذات والوثائق أن يكون مثلا للمدير الذي يمد السادة الأساتدة بجميع ما يحتاجونه من الوسائل التربوية لا أن يقفل عليها ويحتكرها ويمنع من استعمالها بدعوى الحفاظ عليها حتى تنتهي ولايته!! إن معلمي ومعلمات الأوساط النائية في حاجة إلى إدارة تربوية تمدهم بالمذكرات الآنية،وتكون حلقة وصل بينهم وبين المصالح المختلفة وفي إيصال الإرساليات في أوقاتها ، وفي إمداد الأساتذة بكل مستجد وفي توفير الجو الملائم للدراسة لا إلى مديرين يهدمون أكثر مما يبنون لا يفيدون ولا يضيفون شيئا،مديرون عدمهم خير من وجودهم! .