نظم مركز تكوين المعلمين والمعلمات بمدينة قلعة السراغنة، يوم الثلاثاء 20 أبريل ,2004 يوما دراسيا تحت شعار تأهيل الموارد البشرية من خلال تكوين أساسي رفيع وتكوين مستمر فعال ومستديم، حضر هذا اللقاء النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والشباب، ووكيل الملك بالمحكمة الابتدائية، ومدير المركز والمفتشون المدراء، والأساتذة المطبقون، وأساتذة المركز، والطلبة الأساتذة، كما حضره القسم التربوي بالأكاديمية ورئيس المركز الجهوي للتوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي. واعتبر مدير المركز في كلمته هذا اليوم الدراسي أنه على درجة كبيرة من الأهمية لأنه يقارب موضوعا مركزيا يرتبط بمستقبل التكوين التأطيري للجسم التربوي بالمغرب، وبأهمية إعادة تكوينه لما للعنصر البشري من قدرة على الوعي بمتطلبات التنمية والمساهمة في تحقيقها، وأضاف أن المراهنة على قطاع التربية والتكوين في إحداث التحول النوعي على مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية يتطلب جعل موارده البشرية في صميم كل الجهود الإصلاحية. وذكر بالمادة 133 من ميثاق التربية والتكوين، التي تؤكد بأن تجديد المدرسة رهين بجودة عمل المدرسين وإخلاصهم والتزامهم، واستطرد قائلا إن التوجهات، التي تتخذ من الموارد البشرية العنصر الأساس في بلورة مفاهيم الجودة والمردودية والترشيد والتدبير العقلاني للوسائل، تنتظر من مؤسسات التكوين أن تعيد ترتيب أمورها، وتعيد النظر في أساليب تكوينها، لتجيب عن التساؤلات المطروحة عليها من حيث نوعية التكوين حتى تستطيع هيئة التربية والتكوين الرفع من مستوى أدائها والقيام بواجباتها على الوجه الأكمل.. وفي كلمة للنائب الإقليمي قال إن هذا النشاط يتزامن مع انهماك وزارة التربية الوطنية والشباب في إنجاز تقويم مرحلي من أجل استعراض الحصيلة، مضيفا أنه لا ينبغي لنظامنا التربوي، أمام التدفق الإعلامي، أن يبقى منعزلا، وطالب بأن يتم استعراض ما أنجز عالميا، وبالتالي تحديد موقع بلادنا، ثم فتح أبواب التكوين المستمر ومواكبة المستجدات. ثم تلت ذلك كلمة باسم أساتذة تطرقت إلى أن المركز يعيش سنته 18 من العطاء وتخريج لأفواج كثيرة من الطلبة، وأن الشعار المتخذ لهذا اليوم الدراسي يتناغم مع مقتضيات التربية والتكوين. وكان من المفروض أن يبتدئ اليوم الدراسي بموضوع مراجعة برامج تكوين أساتذة التعليم الابتدائي في أفق إصلاح وتنمية التربية والتكوين للدكتور عبد الوهاب بنعجيبة، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش تانسيفت الحوز، لكن غياب هذا الأخير، حال دون ذلك، وبالتالي لم يحقق اليوم الدراسي الهدف المرسوم له والمتمثل في تبصير المشاركين بأهمية مراجعة برامج التكوين قصد ملاءمتها ومسايرتها لمتطلبات التجديد البيداغوجي الذي نص عليه الميثاق. وتناول اليوم الدراسي موضوع كفايات المدرسين في ضوء الميثاق الوطني للتربية والتكوين للدكتور مادي لحسن، وذلك بهدف إدراك المدرسين للكفايات الضرورية التي يراهن عليها الميثاق للتجديد التربوي، وبعده كان موضوع نحو استراتيجية التكوين المستمر للأستاذ عبد اللطيف الفاربي، الذي تطرق إلى الهدف المتمثل في الاقتناع بأهمية وضع استراتيجية للتكوين المستمر مرافقة للمسار المهني للمدرس ومحفزة له. وفي المساء استمع الحضور إلى موضوع تقديم الإجراءات المنهجية لبناء المناهج الجهوية والمحلية للمؤطرين السابقين، وذلك من أجل تحقيق الهدف المتمثل في إدراك الخطوات المنهجية لإعداد المناهج الجهوية والمحلية، ثم بعدها كانت ورشات عمل حول منهجية بناء المناهج الجهوية والمحلية، وذلك لتحقيق الهدف المتمثل في الاستئناس والتمرس على بناء جذاذات المناهج الجهوية والمحلية.. يذكر أن مركز تكوين المعلمين والمعلمات بقلعة السراغنة أحدث سنة 1968 في إطار سياسة أقلمة التكوين، واحتضنته مؤسسة ابتدائية تتميز بموقعها الهام وسط المدينة. وقد كان لإحداث المركز في الإقليم صدى طيب لدى الجميع، إذ اعتبروه مكسبا للساكنة، التي يعاني كثير من أبنائها من بطالة الشباب العاطل، وفي سنة 1994 تم توسيع المركز ببناء جناح يضم طابقه العلوي أربع حجرات دراسية وطابقه السفلي خزانة ومكاتب إدارية ومسجدا، وظل الجناح القديم في حاجة ماسة إلى ترميم شامل. بعليد أعلولال