مجموعة الأطر العليا المعطلة المقصية من محضر 20 يوليوز تعزي في وفاة شهيدها عبد الوهاب زيدون بعد فاجعة وفاة الشهيد عبد الوهاب زيدون بمستشفى ابن رشد بالبيضاء صبيحة يوم الثلاثاء 24 يناير 2012 ، يتقدم كافة أعضاء مجموعة الأطر المقصية من محضر 20 يوليوز، المعتصمة لحد الساعة بمقر ملحقة وزارة التربية الوطنية بالرباط في ظروف لا إنسانية لليوم العشرين، والمعلنة للحداد على فقدان أحد أعضائها الأوفياء، بأحر تعازيهم ومواساتهم لجميع أفراد عائلة الفقيد وعلى رأسهم والدته وزوجته السيدة أمينة النضام وكذلك جميع من تقاسم معه هم القضية، وشاركه محنة الاعتصام والحصار، وكذا لجميع من تضامن وقدم المساعدة للمجموعة في مسار قضيتها. وما درب الشهادة بيسير، وإنا لله وإنا إليه راجعون. ووري الثرى مساء أول أمس الثلاثاء بعد أداء صلاة المغرب بمقبرة «الضاوي» بقرية أولاد موسى بسلا، جثمان الراحل عبد الوهاب زيدون أحد المعطلين الثلاثة الذين اندلعت النيران في أجسادهم، بعد تهديد أحدهم بالإقدام على هذه الخطوة من أجل محاولة كسر الحصار الأمني الذي كان يحول دون إمداد المعطلين المعتصمين وسط ملحقة وزارة التربية الوطنية بحي الليمون بالتموين، وذلك بعد أن فارق الحياة في الساعات الأولى من صباح الاثنين الأخير بقسم الحروق بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء. تشييع الراحل ومرافقته إلى مثواه الأخير، شهد مشاركة آلاف المواطنين. وقد تكون الموكب من ممثلي الجمعيات الحقوقية وجمعيات المعطلين، إذ تم التنسيق بين جميع تنسيقيات المعطلين سواء من حاملي «الماستر» أو «الإجازة»، بالإضافة إلى مشاركة سكان المنطقة في وداع ابنهم الذي ظلوا يحترمون فيه كونه من حملة القرآن وإمامته لهم في الصلوات غير ما مرة بالمسجد، وشهادتهم له بالاستقامة وحسن الخلق، يصرح أحد رفاقه ل «الاتحاد الاشتراكي». حيث رافق جثمان الراحل المشيعون في مسيرة انطلقت من من أمام بيت أسرة الفقيد ب «دوار جبالة»، قدرت بحوالي 3 كليومترات، وبعد الدفن نظمت مسيرة أخرى ندد خلالها المتظاهرون بما أسموه المحرقة، محملين كامل المسؤولية في ذلك للدولة ومطالبتها بفتح تحقيق نزيه في الموضوع. دفن الراحل عبد الوهاب زيدون بسلا جاء بعد تشبث زوجته «امينة نضام» وأقاربه بالأمر، سيما بعد اتصال المصالح الأمنية بوالدته من أجل حثها على نقل جثمانه إلى إقليمالصويرة. الزوجة التي عقد قرانها على الراحل منذ سنتين، وهي بدورها حاصلة على الماستر ومعطلة وكانت تناضل إلى جانب زوجها وباقي رفاقهم من أجل الحق في الشغل، ألقت كلمة مؤثرة أمام الحاضرين بالمركز الاستشفائي ابن رشد بالدار البيضاء ظهر أول أمس الثلاثاء وتحديدا أمام مصلحة الطب الشرعي، محملة الحكومة المسؤولية في وفاة زوجها ومعتبرة أنها السبب في تجويع وحصار المعطلين وآلامهم، مؤكدة سخطها حيال الطريقة التي تعامل بها بعض المسؤولين مع الأسرة، تلاها ترديد باقي المعطلين ومناضلين من حركة 20 فبراير ومن جمعيات حقوقية حجوا للتضامن ولمقاسمة ذويه آلامهم وحزنهم، العديد من الشعارات الاحتجاجية من قبيل « بديتيها يا بن كيران المحرقة في كل مكان من أجلنا احترقوا ومن أجلهم نناضل «، إضافة إلى تأكيدهم على تحمل المسؤولية/الوصية التي خلفها الراحل بقولهم « ودعناك ودعناك يازيدون ما ننساك وزيدون خلا وصية لا تنازل عن القضية»، في حين كانت والدته تذرف الدموع وهي تحمل صورة ابنها المحروق آنذاك لا تقوى على الكلام إلا بصعوبة، والإجهاد والتأثر باديان على محياها، مطالبة بإحقاق العدل وبمحاسبة المسؤولين، موضحة الكيفية التي علمت عن طريقها بالخبر وذلك عن طريق عون للسلطة جاء بالخبر الصادم. يذكر أن الراحل عبد الوهاب زيدون هو خريج ماستر القضاء والتوثيق من جامعة فاس، وانتمى قيد مساهمته في الحراك الاجتماعي لمجموعة الأطر العليا «المقصية من محضر 20 يوليوز». وقد شهدت المنافذ المؤدية إلى مستشفى ابن رشد إنزالا امنيا كبيرا، في حين عرفت حركة السير بالمنطقة عرقلة كبيرة بسبب تعدد تدخلات المسؤولين الأمنيين الذين كانوا ينتظرون مغادرة جثمانه المستشفى ومعه جموع المحتجين والمتظاهرين.