تنطلق اليوم السبت فعاليات الدورة 28 لبطولة أمم إفريقيا التي تحتضنها مناصفة غينيا الاستوائية والغابون إلى غاية 12 فبراير المقبل. ويخوض المنافسة 16 منتخبا، في غياب خمسة أضلاع رئيسية لكرة القدم الإفريقية، عجزت عن حجز مقعدها في هذه النهائيات، وفي مقدمتها المنتخب المصري، حامل الرقم القياسي في عدد التتويجات، وبطل النسخ الثلاث الماضية، والكاميرون ونيجيريا والجزائر وجنوب إفريقيا، فيما تحضر لأول مرة منتخبات غينيا الاستوائية، البلد المضيف، وبوستوانا والنيجر. ويبرز المنتخب الوطني، بالنظر إلى الصحوة التي شهدها منذ قدوم المدرب البلجيكي إيريك غيريتس، كأحد المرشحين إلى الظفر باللقب، بالنظر إلى ما يزخر به من نجوم تجمع بين الخبرة (الشماخ، خرجة، حجي، المياغري، القادوري، العليوي) والفتوة (تاعرابت، كارسيلا، امرابط...). وهي التوليفة التي جعلت الناخب الوطني يعبر أكثر من مرة عن ثقته في عناصره وقدرتها على المنافسة بقوة على اللقب القاري، بيد أنه أظهر في الآونة الأخيرة بعض التحفظ، عندما قال بأن الرهان الأكبر في هذه النهائيات هو اللقب القاري، دون تقديم أي ضمانات. وتدخل العناصر الوطنية، التي حلت مساء أول أمس الخميس بالعاصمة الغابونية لبروفيل، أول امتحان لها في ديربي مغاربي حارق أمام المنتخب التونسي مساء الاثنين المقبل. ويبقى الأمل هو انتزاع الانتصار لتعزيز فرص التأهل إلى الدور الثاني. وستخوض العناصر الوطنية حصة تدريبية واحدة يومه السبت وأخرى غدا الأحد، سيخصصهما غيريتس لوضع آخر الرتوشات على النهج التاكتيكي، الذي سيدخل به مواجهة نسور قرطاج، علما بأنه وقف خلال معسكر ماربيا، الذي دام من ثامن يناير إلى غاية يوم الخميس الماضي، على كل الخطط التاكتيكية التي يمكن أن يلجأ إليها حسب المتغيرات التي يمكن أن تحدث في آخر لحظة. ويأمل الطاقم التقني للمنتخب الوطني تعافي اللاعب أسامة السعيدي من الإصابة، التي تعرض لها يوم الأحد الماضي بماربيا، وغيبته عن معظم الحصص التدريبية لهذا الأسبوع، وكذا عن المبارتين الوديتين اللتين برمجهما غيريتس أمام غراشوبر زيوريخ وبال السويسريين. وإلى جانب المنتخب الوطني، تبرز قوى تقليدية أخرى تضع الكأس القارية على رأس أهدافها، تتقدمها أفيال الكوت ديفوار، التي ستكون هذه الدورة هي الأخيرة في عمر الجيل الذهبي، الذي يقوده المخضرم ديدي دورغبا، والأخوين يايا وحبيب توري. كما أن النجوم السود الغانية، ورغم غياب القائد مايكل إيسيان بداعي الإصابة، تتطلع هي الأخرى للظفر باللقب القاري للمرة الخامسة في مشوارها الإفريقي، بقيادة المدرب الصربي جوران ستيفانوفيتش، الذي يعلق آماله على حيوية أندري أيو، نجل الأسورة الغانية أبيدي بيلي. وفي خانة الحالمين باللقب، يصطف نسور قرطاج، الذين دخلوا مرحلة إعادة البناء، بالإضافة إلى المنتخب المالي الذي يقوده نجم برشلونة سيدو كيتا، الذي يأمل هو الآخر أن يكون اللقب القاري، مسك ختام مساره مع منتخب بلاده، الذي سيشهد غياب الثلاثي المرعب محمد سيسوكو وفريديريك كانوتي ومحمادو ديارا. وبالنظر إلى الكم الهائل من النجوم التي تنشط بأقوى الدوريات العالمية، تشكل هذه التظاهرة القارية قبلة للعديد من الوسطاء والسماسرة، الذين توافدوا على هذا المونديال القاري من أجل متابعة الطيور النادرة وضمها للفرق الأروبية. هذه الأخيرة ستعيش محنة لمدة ثلاثة أسابيع بسبب افتقادها لأبرز لاعبيها، الأمر الذي جعل الأصوات تتعالى من جديد طلبا لتعديل موعد البطولة. وتعد هذه ثاني مرة يلجأ فيها الاتحاد الإفريقي إلى التنظيم المشترك، بعد دورة غانا ونيجيريا 2000، التي لم تقدم ما كان منتظر منها، وسجلت مجموعة من الملاحظات، قبل أن يعمد الاتحاد القاري إلى هذا الخيار في هذه الدورة، بهدف المساهمة في تحسين البنيات التحتية بالبلدان الإفريقية. هو عرس كروي بالتأكيد نجح في استقطاب معدلات كبرى من نسب المشاهدة والمتابعة، سواء على مستوى البث التلفزيوني، أو على مستوى الحضور الجماهيري، مما جعلها تقف ندا قويا لأكبر التظاهرات الكروية العالمية، (كأس العالم و بطولة أوروبا). فباتت بذلك تشكل المصدر الأول لموارد الاتحاد الإفريقي، بالنظر إلى العقود الاستشهارية وكذا القنوات التلفزية التي تلهث وراء حق البث الحصري.