حلت الأمطار و انخفضت درجة الحرارة و أضحى البرد القارس خطرا محدقا بأجسام البشر ، و خاصة المشردين الذين لا مأوى لهم ، يبيتون في العراء مفترشين الأرض و ملتحفين المطر و الجو القاسي! بمدينة بني ملال مجموعة من المشردين و المتسكعين، نساء و رجالا و أطفالا، يجوبون شوارع المدينة معرضين لقساوة الطبيعة و تهميش المجتمع ، معظمهم يقضي الليل في جو بارد في درجة حرارة تحت الصفر قرب المحطة الطرقية و على حافة بعض المتاجر بساحة الحرية و شارع محمد الخامس. قبل سنتين قضى تسعة أشخاص بسبب موجة البرد التي اجتاحت المنطقة أنذاك . رطوبة المكان و قساوة البرد تسببتا في أمراض مزمنة نخرت أجساما لا تقوى على المقاومة جراء هشاشة التغذية و انعدام الحماية : مصطفى حجيل و حسن أرسلان توفيا حينها على قارعة الطريق ، رضوان أنيس 28 سنة ، لبصيلي 56 سنة ، محمد بابا 30 سنة ، عبد الكبير الرازي 40 سنة الذي توفي بالمستشفى الجهوي ببني ملال، كلهم مشردون معروفون بشوارع المدينة قضوا بسبب التهميش. مجهولان آخران هلكا لنفس الأسباب . أما الشيخ صالح الصحراوي 70 سنة فقد عثر عليه متجمدا قرب مقهى البشير بشارع محمد الخامس، و قد صرح نادل المقهى أنذاك بأن المتوفى كان في حالة استشفاء من مرض صدري بالمستشفى و توفي بعد مغادرته بأربعة أيام! و رغم محاولة السلطات أنذاك تجميع هؤلاء المتسكعين و إيوائهم بدار الخيرية ، فإن العملية لم تشمل الجميع ليبقى العديد منهم يعانون في البرد و الحرمان ، و هي حالة مجموعة منهم اليوم ، حالات عديدة تعاني من أمراض عقلية . فهل ستبادر السلطات لإنقاذ هؤلاء قبل أن يسقط منهم ضحايا آخرون، خاصة و أن المدينة تعرف حاليا هجرة كبرى من القرى المجاورة بسبب تضرر القطاع الفلاحي و انعدام فرص الشغل؟