شنت السلطات المحلية ببني ملال بداية الأسبوع الماضي حملة تمشيطية لجمع المشردين من وسط المدينة، وجاءت الحملة بعد المقالات الصحفية التي تطرقت لوفاة عشرة أشخاص في الشارع العام نتيجة موجة البرد التي تعرفها المدينة، آخره (أ.ح) بشارع محمد الخامس ببني ملال، فيما عثر على «عسكري سابق» يدعى (م. ح) ممرغا في أوحال المطر. وكان المستشفى الجهوي لبني ملال قد استقبل في الشهر الماضي 23 شخصا دفعة واحدة، خضع 5 منهم للتطبيب في حين أخلي سبيل الباقين، ليعود أغلبهم إلى شوارع المدينة فيما بعد. وكانت بداية الأسبوع قد شهدت اختفاء أغلب الوجوه المألوفة وسط الشوارع وأمام المقاهي ببني ملال بعد الحملة التمشيطية. ونفت مصادر طبية أن «يكون المستشفى الجهوي قد استقبل أي دفعة من المشردين الذين تم جمعهم في بداية الأسبوع»، في حين أكدت مصادر مطلعة أن «أغلب من تم تجميعهم رُحّلوا خارج بني ملال قبل أن يعودوا إليها من جديد». في حين صرحت مصادر بأن «العدد التقريبي للمشردين ببني ملال يصل إلى حوالي خمسين مشردا، من بينهم أطفال ونساء وشيوخ ينتشرون في أماكن متفرقة من المدينة، ويأوي أغلبهم في الليل إلى المحطة الطرقية، أو إلى السوق الأسبوعي القديم، أو إلى بعض الأزقة بشوارع المدينة، حيث يقضون فيها الليل في انتظار شروق شمس يوم جديد». ويعاني أغلب المشردين، بسبب موجة البرد التي تعرفها المدينة، والتي تصل إلى خمس درجات تحت الصفر ليلا، من أمراض تهم الجهاز التنفسي وأمراض الصدر، حيث أكدت مصادر طبية ل»المساء» أن «الحملة الطبية التي سبق أن خضعت لها هذه الفئة من المواطنين أسفرت عن وجود حالات مصابة ب«أمراض الصدر»، منها خمس حالات مزمنة، فيما خضعت حالة أخرى لمراقبة طبية بقسم الأمراض الصدرية بسبب معاناتها من مرض السل، كما أجريت فحوصات طبية سريرية وتحاليل للدم، وتم إدخال أربعة مشردين، من بينهم امرأة إلى قسم الأمراض العقلية». وأضاف نفس المصدر أن «باقي المشردين استفادوا من أدوية، أغلبها لمعالجة الأمراض الجلدية المنتشرة وسط المشردين بكثرة بسبب الإهمال وغياب العناية، كما استفادوا من ملابس ساهم بها بعض المحسنين، بعد العثور على «القمل» في ملابسهم». وطرحت مصادر جمعوية من بني ملال «غياب أي فضاء اجتماعي لتجميع المشردين والعناية بهم، خاصة وأن أغلب الحملات التي تشهدها المدينة لتجميع هذه الفئة تنتهي بإدخال بعضهم إلى قسم الأمراض العقلية، وسرعان ما يستفيدون من سراح يرجعهم من جديد إلى الشارع ويجعلهم عرضة للموت بسبب موجة البرد التي تشهدها المدينة، أو بسبب التقاتل في ما بينهم والذي أسفر عن مقتل العديد منهم، خاصة بالسوق الأسبوعي القديم».