عثر المواطنون صباح الإثنين فاتح دجنبر 2008 على جثة مشرد في شارع محمد الخامس بمحاذاة مقهى البشير ببني ملال. والضحية كان يدعى صالح الصحراوي، وهو رجل مسن في السبعينات من عمره، ينحذر من جنوب المغرب، ويمتهن بيع السجائر بالتقسيط، وكان يتخذ من درج بالقرب من مقهى البشير مأوى له ولثلة من زملائه المشردين. ورجح مصدر مطلع أن سبب الوفاة يرجع إلى الظروف المناخية الباردة جدا؛ التي تعرفها بني ملال، وكذا إلى ضعف بنية الرجل بحكم عامل السن. وبهذه الوفاة الجديدة ارتفع عدد الموتى في فئة المشردين إلى سبعة بعد موت ستة آخرين أواخر الشهر الماضي في وقت قياسي، إذ لقي خمسة منهم مصرعهم 15 و16 و17 نونبر المنصرم، فيما لفظ السادس أنفاسه يوم الأربعاء 19 نونبر ,2008 هذا الأخير الذي قال لـلتجديد قيد حياته، وقبل إدخاله قسم الإنعاش إنه شرب ثلاث قنينات من كحول الحريق اشتراها من السوق، وإلى حد كتابة هذا المقال لم تعرف الأسباب الحقيقية للوفيات السبع، إلا أن مصادر طبية رجحت أن تكون الوفاة بسبب مادة سامة تناولها المشردون، إضافة إلى ظروف الحياة القاسية التي يعيشونها خلال موسم البرد.وأكد مصطفى الرادادي المندوب الجهوي لوزارة الصحة ببني ملال في تصريح سابق لـالتجديد أن أمر إحداث فضاء لإيواء هذه الشريحة من المجتمع أصبح أمرا لا مناص منه، إضافة إلى تعيين أخصائيين للإشراف عليهم والعناية بهم قصد حمايتهم ومن ثمة إمكانية إدماجهم. وتجدر الإشارة إلى أن الجهات المعنية لم تصدر أي بلاغ رسمي أو إطلاق أي تحذير للتجار أو المواطنين، أو سحب للمواد التي قد تكون من وراء هذه الوفيات للحد من سقوط ضحايا آخرين.