في مواجهة النقاش الدائر حول التصريح الحكومي والحضور النسائي في الحكومة المغربية الجديدة والخرجات الإعلامية التي رافقت عملية تشكيلها والتداول في تركيبتها في ظل رياح الربيع العربي، يجد المواطن البسيط نفسه أمام موجة من الغلاء وارتفاع أسعار المواد الغذائية وفواتير الماء والكهرباء. تصريحات يتقاسمها عدد كبير من المواطنين تعكس انشغالاتهم وهمومهم اليومية اختلفت التعليقات وتباينت ردود الفعل حول التحولات التي يشهدها المشهد السياسي المغربي، لكنها كانت تلتقي حول نقطة واحدة، تكاليف المعيشة والخدمات الاجتماعية، البطالة، انشغالات معقولة وآمال معقودة تبقى معلقة إلى حين. ينتظر المغاربة من الحكومة أن تستجيب لماورد في البرنامج الانتخابي للأحزاب بخلق مناصب شغل استجابة لتطلعات الشباب المغربي ، مع العلم أن النسيج الاقتصادي المغربي لايتحمل على الأقل في الوقت الراهن امتصاص أعداد الخريجين بالرغم من انفتاح الجامعة على المحيط الاقتصادي المنتج. يتمنى المغاربة أن تتحمل هذه الحكومة كامل مسؤولياتها فيما التزمت به الأحزاب المكونة لها، التشغيل، دعم الفئات الصغرى والمتوسطة، دعم المواد الأساسية، العدل، واللائحة طويلة، فالمهم بالنسبة لهم أن على عاتق هذه الحكومة تنفيذ ما التزمت به وإلا ستزيد من تعميق الهوة بينها وبين الشعب. انتظارات الشعب المغربي لاتختلف في العمق عما يمكن أن نسميه بالمطالب المشروعة، الرفع من المستوى المعيشي ، توفير الخدمات الضرورية للمواطنين وإطلاق برنامج تنموي ينعكس على أرض الواقع في مدة زمنية معقولة عوض الخوض في نقاشات وسجالات سياسية للتغطية على الفشل في تدبير العمل الحكومي. الشعب المغربي يريد أن يفتح في وجهه باب الأمل، أن يحسوا بمعاناة المواطنين، أن يوفروا لهم شغلا شريفا كثمرة لسنوات من التحصيل العلمي، لايريدون أن ينتهي مشوارهم الدراسي بالاعتصام أمام البرلمان للمطالبة بالحق في الشغل. انتظارات المغاربة من الحكومة الجديدة كثيرة ولن تخفف منها الخرجات الاعلامية التطمينية لبعض المستوزرين ولا التصريحات الشعبوية لبعض أعضائها، أستحضر هنا تصريح تلك السيدة في عقدها السادس حين قالت «.. آش عندهوم مايديروا ؟ يخدمو لينا ولادنا، يطيحو ثمن الخضرة والسكر والزيت و الدقيق والما والضو، واقهرونا غير بالهضرة هاد الناس..» إنها شريحة تعلق آمالا على الحكومة الجديدة، آمال يعتبرها البعض مجرد أحلام اليقظة في حين ينتظر آخرون ماستسفر عنه الأيام القادمة من إجراءات وتدابير ومدى ملاءمتها للبرامج الانتخابية للأحزاب المشكلة لها والتي على أساسها تم التصويت عليهم خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة.