وسط النقاش الدائر حول التقطيع الانتخابي واللوائح الوطنية والمحلية، ووسط «التهافت الإعلامي» الذي رافق عملية تشكيل التحالفات والتداول في تركيبتها، يجد المواطن البسيط نفسه أمام موجة من الغلاء وارتفاع الأسعار، رافقته خلال شهر رمضان وأجهزت على ماتبقى من أجرته وسلفاته مصاريف الدخول المدرسي، والتي لم تغط عليها آخر أخبار الاستعدادات للإنتخابات البرلمانية السابقة لأوانها، فهموم المواطن وانتظاراته من الأغلبية البرلمانية القادمة والتشكيلة الحكومية الجديدة أكبر بكثير من أخبار تتداولها الألسن هنا وهناك على حد قول أحد المواطنين «آودي غير يبان لينا الضو راه عيينا من تقرقيب الناب والهضرة الخاويا، يمشيو يخدموا لبلاد ». تصريح يتقاسمه عدد كبير من المواطنين يعكس انشغالاتهم وهموهم اليومية والتي جعلت نسبة كبيرة منهم تحجم عن التصويت في الاستحقاقات الانتخابية السابقة وتتعامل بلامبالاة وببرودة مع المجريات الحالية. اختلفت التعليقات وتباينت ردود فعل الشارع المغربي بعيدا عن الموعد الأسبوعي لحركة 20 فبراير حول مايحدث في الحقل السياسي المغربي قبيل الانتخابات، لكنها كانت تلتقي حول نقطة واحدة، تكاليف المعيشة والخدمات الاجتماعية، البطالة. انشغالات معقولة وآمال معقودة تبقى معلقة إلى حين، فلسان الشعب يقول «ننتظر خلق مليوني منصب شغل استجابة لتطلعات الشباب المغربي» مع العلم أن النسيج الاقتصادي المغربي لايتحمل على الأقل في الوقت الراهن امتصاص أعداد الخريجين بالرغم من انفتاح الجامعة على المحيط الاقتصادي المنتج. دعم الفئات الصغرى والمتوسطة، دعم المواد الأساسية، العدل، واللائحة طويلة ، وإلا ستزداد الهوة عمقا بين المؤسسات وبين الشعب. انتظارات لاتختلف في العمق عما يمكن أن نسميه بالمطالب المشروعة، الرفع من المستوى المعيشي، توفير الخدمات الضرورية للمواطنين وإطلاق برنامج تنموي ينعكس على أرض الواقع في مدة زمنية معقولة عوض الخوض في نقاشات وسجالات سياسية للتغطية على أي فشل محتمل ل«تدبير الملفات الشائكة» ! لسان حال المواطن المغربي المغلوب على أمره يصرخ عاليا: « نريد أن يفتحوا في وجهنا باب الأمل، أن يحسوا بمعاناتنا ، أن يوفروا لنا شغلا شريفا كثمرة لسنوات من التحصيل العلمي، لانريد أن ينتهي مشوارنا الدراسي بالاعتصام أمام البرلمان للمطالبة بالحق في الشغل، يخدموا لينا ولادنا، يطيحو ثمن الخضرة والسكر والزيت و الدقيق والما والضو، واقهرونا غير بالهضرة هاد الناس»! إنها عينة ممن التقيناهم ، شريحة تعلق آمالا على العهد الجديد، آمال يعتبرها البعض مجرد أحلام اليقظة في حين ينتظر آخرون ماستسفر عنه الأيام القادمة من إجراءات وتدابير تجسد البرامج الحكومية للأحزاب المشكلة لها مستقبلا على أرض الواقع.