احتفى المركز المغربي لنادي القلم الدولي، مساء الخميس 12 يناير بمقره بالرباط، برواية «القوس والفراشة» للشاعر والروائي المغربي محمد الأشعري. وأوضح عبد الله القباج، في كلمته الافتتاحية، أن المركز ينظم هذه الجلسة الثانية ضمن برنامجه الذي يقدم فيه الإنتاجات الأدبية والأقلام المغربية في مختلف الأجناس واللغات من خلال عقد جلساته كل ثاني خميس من كل شهر. وتخللت الجلسة، التي حضرتها ثلة من المثقفين والكتاب المغاربة ودارت في جو حميمي وهادىء، مداخلات حاولت الاقتراب من الرواية وفتح مداخل تساعد على ولوج عالمها الذي يتميز حسب عبد الله القباج بأسلوب متفرد تتقاطع فيه الشعرية والحكي المباشر وصياغات ورسائل لغوية ليس المقصود منها تلمُّس المعرفة، وإنما الاستمتاع بالأبعاد الجمالية. ومن جهته، قارب إبراهيم الخطيب الرواية بلغة نقدية حاولت الإمساك ببنية الرواية التي تتركز على ثلاثة محكيات، هي النزوح والاغتراب والعداوة، كما ألقى الضوء على البعد التراجيدي الكامن في الرواية، مستشهداً بأحداثها وفصولها. ولم يفت الناقد عبد الفتاح الحجمري، في ورقته النقدية، أن يقدم قراءة في عنوان الرواية الذي يرمز في نظره إلى مغرب اليوم، مغرب الحلم.. الذي لم يتحقق. والرواية، بذلك، ذات «مسحة سياسية» من حيث إنها تطرح أسئلة الديمقراطية والمواطنة والفساد والسلطة. وفي رد لمحمد الأشعري على سؤال بخصوص الانتقال من الكتابة الشعرية إلى الرواية، أكد صاحب «القوس والفراشة»، أن «الذي ينتقل هو القارىء وليس الكاتب، أنا لا أنتقل، أنا موجود في قارة اسمها الكتابة تقودني الى تنويع الأجناس التي أكتب فيها». وأضاف أن الجوهر الذي يسعى إليه هو جوهر شعري، مفهومه الأساسي تظل شعرية فيما يخص المواقف والشخصيات والتأملات والعلاقات والكتابة نفسها، إنه بتعبيره، يسعى إلى التقاط شيء شعري. وأكد الأشعري أن الكتابة، سواء شعرية أو روائية، فهي تحتاج إلى جهد واشتغال في عالم تتعدد فيه الأصوات والتجارب ويتميز باشتداد التنافسية. ويشار إلى أن رواية «القوس والفراشة» الصادرة عن المركز الثقافي العربي سنة 2010، كانت قد نالت بالمناصفة جائزة البوكر العربية. وبشر محمد الأشعري، في جلسة مساء الخميس، بقرب صدور ترجمتين بالانجليزية والإيطالية لعمله الروائي الثاني.