كثيرا ما يتابع المهتمون بالمجال الرياضي أخبار الاجتماعات المركزية التي تبحث عن السبل الكفيلة لتأهيل ألعاب القوى الوطنية ودعم الأندية والجمعيات الرياضية بهدف إشاعة هذه الرياضة وتقويتها وتوسيع قاعدة أبطالها بالنسبة لمختلف الفئات العمرية، وإمكانية فتح ما يمكن من الأرضيات والفضاءات ومراكز التكوين لإعداد الطاقات الشابة، وفي هذا الصدد لا بد من الإشارة إلى وجود طاقات شابة في مختلف الرياضات تنتظر من يهتم بها ويأخذ بيدها، ويتمكن من تطوير قدراتها، وجعلها تبرز مواهبها والحصول على فرصة تحقيق حلمها الذي من خلاله ستنطلق إلى إثبات ذاتها وصقلها بمدرجات التظاهرات الوطنية والقارية. وفي هذا الإطار كان لا بد من تدوين وجود فتاة من جبال الأطلس الشامخة، اسمها حسناء لبيب، وهي تلميذة بمريرت، ومن مواليد 1993 بمنتجعات تانفنيت، إقليمخنيفرة، اختارها القدر، كباقي زميلاتها المنحدرات من العالم القروي، أن تكون بين نزيلات دار الفتاة بمريرت في سياق طلب المعرفة والعلم، كما اختار لها ذات القدر أن تكون مولعة بحب ألعاب القوى، ومنذ عام 2007 وهي تمثل مؤسساتها التعليمية في عدة بطولات مدرسية محليا وإقليميا وجهويا، في سباقات 1500 و800 متر. وكان لافتا للانتباه أن تتمكن هذه الفتاة من حصد عدة ميداليات فضية وبرونزية، قبل الانتقال بهوايتها، التي نالت اهتمام وتشجيعات معارفها، إلى أرض الميدان الرياضي بعد أن بات حلمها يكبر بأمل أن تصبح بطلة محترفة بين ملاعب العالم، رغم ما يعترض هذا الحلم من صعوبات بالنظر لوضعها الاجتماعي البئيس، وموقع سكناها النائي، وعدم وجود أندية تدفع بها إلى المجد المطلوب، وكلها انتظار لمن يقوم برعاية طموحها وقدراتها، ويفتح آفاقها الرحبة، ويضعها على سكة أمالها العريضة باتجاه تحقيق حلم رفع العلم الوطني عالميا، على الأقل لتفعيل الرسالة الملكية الموجهة للمناظرة الوطنية للرياضة والتي دعت إلى إعادة تأهيل الرياضة المدرسية والجامعية، اعتبارا لدورها الريادي في الاكتشاف المبكر للمواهب المؤهلة وصقلها.