يمثلون مدارس فنية مختلفة، من المغرب ومن مختلف أصقاع العالم، مبدعون جمعهم الفنان والكاتب والناقد الفرنسي دانييل كوتريي بالدارالبيضاء ومكناس وحاليا بالرباط، تحت لواء الإبداع، وكان هم هذا الجمع إبراز جمالية ورونق الستائر الفنية (الحجابات الهوائية). جمع هذا المعرض 15 فنانا مغربيا إلى جانب 40 آخرين من أمريكا، وأوروبا، وآسيا، أبدع كل واحد منهم قطعة فنية، أربعون من هذه القطع في ملكية الناقد الفني دانييل كوتريي المشرف العام على هذا المعرض الأول من نوعه بالمغرب والعالم العربي وإفريقيا. فبعد الدارالبيضاء ومكناس، حط المعرض الذي تنظمه النقابة المغربية للفنون التشكيلية تحت شعار «ثقافة وفن»، الرحال بالرباط، وبالضبط ببهو المسرح الوطني محمد الخامس، حيث تتجاور إبداعات من شتى المشارب والاتجاهات الفنية، وما يوحد بينها سحر الحجابات (الستائر) القادمة من الصين العميقة. ظهر فن الستائر - حسب الناقد الفرنسي كوتريي - لأول مرة في الصين، قبل أن ينتقل هذا الفن مطلع القرن الثامن الميلادي، إلى كوريا ثم منها إلى اليابان، وبعد ذلك إلى أوروبا عبر بريطانيا. وكان اختيار المغرب لتنظيم مثل هذه التظاهرة الكبيرة، كما أكد كوتريي في تصريح بالمناسبة ، نابعا من كون المملكة تشكل «استثناء جميلا ورائعا في القارة الافريقية». وبعد أن أبرز أن احتضان المملكة لهذا المعرض يعد خطوة مهمة لترسيخ ثقافة هذا الفن في إفريقيا, أكد أن التحضير له استغرق حوالي 18 شهرا رفقة الفنان التشكيلي المغربي عفيف بناني، مندوب المعرض، وأن النتائج كانت مرضية باستجابة 13 دولة لدعوة إقامته بالمغرب. وأشاد الناقد الفرنسي بالنجاح الذي لقيه المعرض بكل من الدارالبيضاء ومكناس، التي كان العرض فيها مناسبة لاطلاع زوار هذه التظاهرة من تلامذة المدارس (الذين بلغ عددهم حسب كوتريي 675 تلميذ) على خبايا وأسرار الاشتغال على الستائر الفنية, التي كانت مهملة, أو تستعمل لأغراض تزيينية.