احتضن فضاء الخزانة متعددة الوسائط بالمركب الثقافي الفقيه محمد المنوني بمكناس، مساء الثلاثاء الماضي حفل توقيع الإصدار الجديد للفنان التشكيلي والكاتب عفيف بناني بعنوان «معجم الفنون التشكيلية». ويقع الكتاب، الصادر عن منشورات (أمنية للإبداع والتواصل الفني والأدبي) باللغة الفرنسية، والذي نظم حفل توقيعه في إطار النسخة الثانية للمعرض الجهوي للكتاب، في 294 صفحة من القطع المتوسط. وقدم الفنان والناقد دانييل كوتريي، أحد أبرز النقاد الجماليين في العالم، لهذا الإصدار وقام بمراجعة مواده، واختيار اللوحة التي زينت غلافه والتي تجسد قصبة من قصبات ورزازات أبدعها الفنان بناني الشغوف بالقصبات. واعتبر كوتريي أن الكتاب يستحق أن يكون واضحا وبسيطا وكذا محددا في الأفكار التي يطرحها، وصنفه كآلية للاشتغال سواء بالنسبة للفنان أو الهاوي ومادة مميزة للدارس الراغب في الإطلاع على قواعد الفن، ومعجما يتعين أن يجد مكانا في كل المكتبات لأنه مميز وإبداع ناذر في الوقت الراهن. ويبرز هذا المعجم التقنيات المعتمدة في الفن التشكيلي بمختلف مدارسه إلى جانب المصطلحات التي تستعمل في الفن، ويقدم زخما معرفيا عن عوالم الفن التشكيلي إلى جانب تقديم أزيد من 500 مصطلح تشكيلي تقني باللغة الفرنسية مترجمة إلى اللغة العربية. ويتناول المؤلف في طياته عددا من المحاور مثل «تأملات حول الفن»، و»معجم الفنون التشكيلية»، و»مختلف الاتجاهات والمدارس التشكيلية»، و»معجم فرنسي عربي»، و»الأيام العالمية وعلاقتها بالفن»، والمواد المستعملة في التشكيل ك(الصباغة، والفرشاة، القماش)، إلى جانب نماذج من اللوحات التي تعكس كل اتجاه على حدة. ويعرف صاحب الكتاب بمختلف التيارات التشكيلية منذ ظهور عصر النهضة الإيطالية إلى اليوم، ومختلف المدارس الجمالية من قبيل التشخيصية والتجريدية والرمزية والوحشية والانطباعية والتكعيبية والسريالية والتنقيطية والمستقبلية وغيرها، مع التذكير بروادها. ويعد هذا الإصدار، ثالث عمل لعفيف بناني في حقل الفن التشكيلي، بعد كتابه «الفن الصباغي من القرن 19 إلى 1945»، الذي يرصد فيه الاتجاهات والتعبيرات التشكيلية، وحقيبته الفنية التي أنجزها باشتراك مع الشاعر إدريس خدري تحت عنوان «المزن والقزح». وقال الفنان بناني أن المؤلف محاولة جادة تفتح المجال للقارئ لاكتشاف عوالم الفن التشكيلي وتحدد مصطلحاته ومفاهيمه وتقدم تعريفات دقيقة لمدارس واتجاهات تشكيلية متعددة يمكن للباحث الاغتراف منها. يذكر أن الفنان والكاتب بناني، حاصل على البكالوريا عن عمر ناهز 34 سنة ثم على الإجازة في العلوم الاقتصادية وبعدها دبلوم الدراسات العليا، انخرط في الفن التشكيلي منذ صغره وتعلم تقنياته وأصوله بفرنسا. وحصل بناني على عدة جوائز عالمية في الفن التشكيلي منها «اللوحة الذهبية» سنة 2010 بفرنسا، إلى جانب أوسمة ملكية، وأقام عددا من المعارض بالمغرب وأوروبا والولايات المتحدة ودول الخليج وغيرها.