يأس عام خيم على مؤتمر جبهة البوليساريو ال 13 الذي أنهى أشغاله يوم أمس بتيفاريتي الواقعة خارج الجدار الامني . ففي تدخلات العديد من المؤتمرين سادت لغة ترفض الوضع الذي فرض على ساكنة مخيمات لحمادة بتندوف منذ 36 سنة حيث قيادة هذه الحركة الانفصالية زجت بآلاف من أبناء الصحراء في ظروف حياتية قاسية وأطعمتهم وهم إنشاء وطن جنوب المغرب . يأس لدى أجيال من شيوخ وشباب هذه المخيمات تم التعبير عنه بطرق شتى من بينها الانتقاد الشديد للجبهة ولزعيمها ولمكتبها السياسي الذين جثموا على رأس هذا التنظيم الذي تأسس في بداية سبعينيات القرن الماضي.ونهبوا من المساعدات الدولية ما مكنهم من أرصدة مالية ومن ممتلكات في أوروبا وبالاخص بإسبانيا. وإلى جانب هذا اليأس العام، كانت هناك إحتجاجات داخل المؤتمر من طرف شباب المخيمات الذين رأوا في ممارسات ولد عبد العزيز ومن معه تسلط ودكتاتورية وفساد وإتجار بأوضاع هذه الساكنة التي ترفض الجزائر أن يتم إحصاؤها من طرف الهيآت الدولية المعنية. لقد إعتادت قيادة البوليساريو أن تجعل من مؤتمراتها ضجة إعلامية تحمل فيها سلاح العودة إلى السلاح . وتتبنى خطاب الوعيد والتوعد ضد المغرب . لكن مؤتمر هذه السنة لم ينجح في اعادة الروح لهذا الخطاب بالرغم من النفخ فيه في تقارير القيادة أو في الجلسات العامة وأشغال اللجان . وحتى ما تمت تسميته ب«إنتفاضة الداخل» تصطدم بتشبت أبناء الصحراء بمغربيتهم وبالخيارات التي فتحها المغرب والافاق التي أبرزها وهو ينخرط في أوراش الاصلاحات مثل إقرار دستور جديد وتبني الجهوية المتقدمة و...أساسا مقترح الحكم الذاتي الموسع . وحتى «الرواية»التي قدمها وزير دفاع «الجمهورية »أمام عدد من الصحفيين الذين حضروا المؤتمر، بشأن إعتقال من كانوا وراء إختطاف عدد من الاجانب من مخيمات تندوف ، لم تجد صدى لها لأنها محاولة لجعل البوليساريو شريكا في محاربة الارهاب بمنطقة الصحراء الافريقية والساحل . وقد تناسى عضو البوليساريو أن عناصر من تنظيمه متورطة في عملية الاختطاف ، بل منها من يتاجر في المخدرات والبشر ويساند تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. اليأس، والاحتجاجات هي سمة المؤتمر 13 للبوليساريو، وأيضا تدني مستوى الحضور الدولي الذي اعتادت الجزائر والجبهة حشده لمثل هاته المحطات . لقد تغيب عن المؤتمر أحزاب ونقابات ومنظمات كانت تؤثت المشهد العام للإنفصاليين وتتبنى أطروحاتهم . إنه مؤتمر النفق السياسي لهذا التنظيم الذي أنشئ ذات يوم من أيام ماي 1973 لتحرير الاقاليم الصحراوية من الاستعمار الاسباني لكن في ظل السيادة المغربية ، قبل أن تختطفه الجزائر وتتآمر على قياداته التاريخية وتدرجه في حساباتها الاستراتيجية، حسابات الهيمنة ومعاداة المغرب.