مؤتمر البوليساريو يسير نحو تكريس عبد العزيز أمينا عاما للجبهة لن يجد زعيم الانفصاليين أي منافسة من أي نوع كان، ويتوقع إعلان تجديد ولايته أمينا عاما لجبهة البوليساريو في نهاية المؤتمر الثالث عشر الذي يختتم أشغاله يومه الثلاثاء، الذي يرجح أن يتم تمديده يومين آخرين، وسط تصاعد الخلافات بين القيادة الحالية وبروز تيارات معارضة من داخل المخيمات. وتشير المؤشرات إلى أن القيادة الحالية للبوليساريو تسير نحو فرض سطوتها على سكان المخيمات. بالرغم من الأصوات الكثيرة التي ارتفعت قبيل انعقاد المؤتمر داعية إلى مقاطعته وعدم المشاركة فيما أسمته «بالمسرحية» التي يحاول النظام الجزائري قيادتها من وراء الستار. وهيمنت على أشغال المؤتمر الثالث لجبهة البوليساريو تورط قيادتها في اختطاف المتعاونين الأوربيين الثلاثة(إسبانيين وإيطالية) من مخيم «الرابوني»، أحد القلاع العسكرية التابعة للبوليساريو فوق التراب الجزائري. وقد بادرت قيادة جبهة البوليساريو، عشية انعقاد المؤتمر، إلى الإعلان عن توقيف المتورطين في عملية الاختطاف، وهي المحاولة التي رأى فيها أكثر من متتبع أنها مجرد تمويه لدفع الشكوك حول ارتباط البوليساريو بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي. هذا الارتباط الذي أضحى حقيقة لا غبار عليها، بعد أن أعلنت موريتانيا اعتقال عنصرين من جبهة البوليساريو يشتبه فيهما تنفيذ عملية اختطاف المتعاونين الأوربيين من جنوب تيندوف. وتفتقت عبقرية وخيال قيادة البوليساريو، بعد أن تبث تورطها في علاقات مع تنظيم القاعدة، استنادا لأحد قيادييها وسفيرها في الجزائر، أن المخابرات المغربية هي التي تقف وراء اختطاف المتعاونين الأوربيين على التراب الجزائري. وتلقى مؤتمر الجبهة صفعة قوية بعدم تلبية أحد أكبر الأحزاب في إسبانيا، الحزب الشعبي الذي سيتسلم مقاليد تسيير البلاد، والحزب العمالي، الدعوة التي وجهتها قيادة البوليساريو للحضور إلى المؤتمر. و الأكثر من ذلك أن الحزبين لم يبعثا ممثلين عنهما لحضور المؤتمر. ويرجح أن يتم تمديد أجل المؤتمر الثالث عشر للبوليساريو يومين آخرين، بعد أن كان مقررا اختتام أشغاله يومه الثلاثاء 20 دجنبر، في محاولة من القيادة الحالية رأب التصدع الذي تعرفه، وسط خلافات حادة بضرورة إبعاد القيادة الحالية. وعلى بعد بضعة أيام من انطلاق المؤتمر ارتفعت أصوات من داخل المخيمات، أبرزها الجبهة الشعبية خط الشهيد، دعت إلى مقاطعة المؤتمر المسرحية على حد قولها، وتحمل المسؤولية للقيادة الحالية باعتبارها «المستفيد الوحيد من بقاء الوضع على ما هو عليه. تيار خط الشهيد، الذي يعتبر من أبرز المعارضين للقيادة الحالية للبوليساريو، اعتبر المؤتمر الثالث لجبهة البوليساريو بأنه «غير شرعيّ» ، ووصفه في بلاغ لها بأنه «مؤتمر القيادة لا مؤتمر الشعب». واتهم بلاغ خط الشهيد القيادة الحالية للبوليساريو بأنها «غير شرعية وغير مخولة للتفاوض» و تصر على مواصلة تمسكها بالسلطة عبر عقد ما أسماه «المؤتمرات المسرحية». ودعا البلاغ الأمين العام للأمم المتحدة، ومبعوثه الخاص، للتعامل مع تيار خط الشهيد واستشارة أعضائه باعتبارهم فاعلين أساسيين يمثلون جزء هاما من الرأي العام داخل المخيمات وخارجها. وحمل بلاغ تيار خط الشهيد مسؤولية خطف المتعاونين الأوروبيّين التي وصفها ب « الجريمة النكراء الناتجة عن التسيّب وانعدام الجاهزيّة في المخيّمات» لقيادة البوليساريو، داعيا الأمم المتحد إلى إرسال مراقبين دوليين مستقلين للمخيمات من أجل التأكد من كل ما يحصل. وأمام مقر انعقاد المؤتمر، التأم جمع من المنتسبين لخط الشهيد مدعومين بفعاليات صحراوية من داخل المخيمات، حاملين لافتات منددة بما أسمته «المؤتمر المسرحية» مطالبين بمؤتمر حر ونزيه. وضرب طوق عسكري على المحتجين الذين منعوا من الوصول إلى مكان انعقاد المؤتمر تفاديا لإثارة فضول وسائل الإعلام التي استدعتها قيادة البوليساريو لتغطية أشغال مؤتمرها.