البوليساريو تلوح بالحرب ضد المغرب قبل مؤتمرها ال13 وسط خلافات قوية داخل جبهة البوليساريو، ينطلق المؤتمر الثالث عشر للجبهة الذي يأتي في ظرفية إقليمية صعبة بعد انهيار نظام العقيد معمر القذافي الذي كان من الداعمين الأساسيين للجبهة. وينعقد المؤتمر، الذي تخيم عليه أجواء المقاطعة، بعد قرار تيار «خط الشهيد» بعدم المشاركة نظرا إلى انعدام الديمقراطية واستمرار القيادة ذاتها في السيطرة على الجبهة منذ أزيد من ثلاثة عقود. وعلم بأن مؤتمر الجبهة سيحضره صحافي مغربي، لم يكشف هويته رئيس اللجنة الوطنية التحضيرية للمؤتمر الثالث عشر للجبهة، خطري آدوه، الذي اكتفى بالقول إن صحافيا مغربيا سيحضر المؤتمر الثالث عشر. ولوحت بعض الأصوات المتطرفة، في خضم حالة التخبط التي تعيشها قيادة الجبهة، بالعودة إلى خيار الحرب ضد المغرب في الذكرى العشرين لتوقيع اتفاق إطلاق النار، وهو التلويح الذي قلل من أهميته محمد الطالب، عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، مؤكدا، أن الدعوات إلى العودة إلى حمل السلاح أصبحت روتينية بحيث تسبق أي استحقاق في منحى تصعيدي موجه بالدرجة الأولى إلى داخل المخيمات، وأضاف محمد الطالب أن قيادة الجبهة تعرف جيدا أن الظروف الجيوسياسية للمنطقة يستحيل معها تنفيذ أي عمل مسلح وأن الجزائر، التي تعتبر الموجه الأساسي للجبهة، لها من المشاكل ما يجعلها في غنى عن قيام أي حرب على ترابها. وتوقع الطالب أن يكون لسقوط نظام القذافي تأثير كبير على الجبهة، خاصة في ما يتعلق بالدعم المالي الذي لم يكن ينعكس على سكان المخيمات، مضيفا أن انهيار هذا النظام سيكون له تأثيره السياسي على قيادة الجبهة، كما سيؤدي إلى تقليص هامش الحركة واغتناء القيادات. وأشار الطالب إلى أن جبهة البوليساريو عملت طوال مسارها على اجتثاث أي صوت معارض عبر تعاملها الدموي مع انتفاضات 1982 و1991 والانتفاضة الأخيرة التي طالب فيها شباب المخيمات بالتغيير في إطار الحراك العربي، مضيفا أنها تعمد إلى إبعاد الأصوات المعارضة إلى دول الجوار كما فعلت مع خط الشهيد الذي يوجد في المنفى. وحذر الطالب من أن وجود أسلحة متطورة وسيارات، كانت تابعة لنظام القذافي، داخل مخيمات الجبهة يمكن أن يدفع قيادات متطرفة داخلها إلى التحالف مع المنظمات الإرهابية، كما حصل في عملية اختطاف الرعايا الأجانب التي تبين تورط أبناء قيادات داخل الجبهة فيها. وكانت اللجنة التنفيذية للجبهة الشعبية (خط الشهد) قد أكدت أن المؤتمر الثالث عشر لجبهة البوليساريو «غير شرعي لأنه مؤتمر للقيادة وليس مؤتمرا للشعب ولا للجبهة». ودعت اللجنة إلى مقاطعة المؤتمر، والمشاركة في مؤتمر مواز داخل المخيمات لإسماع صوت الرافضين وفرض التغيير المنشود من طرف الشعب. وقالت اللجنة إن «القيادة الحالية، إذا أصرت على التمسك بالسلطة من خلال مؤتمرات مسرحية، سيعتبرونها قيادة غير شرعية وليست مخولة بالتفاوض أو التحدث باسم الصحراويين». وفي خطوة رمزية ضد القيادة الحالية للجبهة، أعلن خط الشهيد اعترافه بالنظام الجديد في ليبيا كممثل شرعي للشعب الليبي، كما أعلن دعمه للثورة التونسية.