يكثف سائقو سيارات الأجرة بالمحمدية، منذ بضعة أسابيع، أشكال الاحتجاج لإثارة الانتباه لحالة «الفوضى» التي تعم، برأيهم، هذا القطاع. وقد خلقت هذه الاحتجاجات ، الأسبوع الماضي، اضطرابا على مستوى بعض الشوارع الرئيسية في المدينة، على غرار ما وقع يوم سادس دجنبر الجاري عندما عرقل سائقو سيارات الأجرة الصغيرة حركة السير بشارع الحرية، احتجاجا على ما وصفوه بالمنافسة غير الشريفة لسيارات الأجرة الكبيرة التي تؤمن خدمة النقل بالمناطق القريبة من المحمدية ولا تحترم الخطوط المسموح لها بها ولا محطات الوقوف المخصصة لها. وضرب المحتجون «حصارا» على سيارات الأجرة الكبيرة ومنعوها لساعات من نقل الركاب، كما قام سائقو سيارات الأجرة الصغيرة الغاضبون، في وقت لاحق خلال نفس اليوم، إلى جانب من كانوا بمثابة «أعداء» لهم صباحا، بوقفة احتجاجية بشارع الحسن الثاني قرب محطة القطار، للاحتجاج هذه المرة ضد شركة الحافلات التي تؤمن النقل المشترك بالمدينة، ووصل بهم الأمر إلى درجة احتجاز الحافلة رقم 03 التي تجوب المدينة، بحسب المحتجين، بدون ترخيص. ومكن التدخل المناسب والسريع للشرطة من وضع حد لحالة الاضطراب من خلال حجز الحافلة بشكل مؤقت وإيداعها فيما بعد بمستودع الحجز البلدي. وبعد مرور ثلاثة أيام على هذه الاضطرابات، نظم سائقو سيارات الأجرة مسيرة انطلقت من شارع الحسن الثاني في اتجاه مقر العمالة، حيث قاموا بوقفة لإسماع صوتهم والتعبير عن مطالبهم . وتهدف كل هذه الاحتجاجات، التي أطرتها الفروع المحلية لثلاث نقابات هي الفدرالية الديمقراطية للشغل والكونفدرالية الديمقراطية للشغل والمنظمة الديمقراطية للشغل، إلى تسريع الحوار مع أصحاب القرار بهدف إيجاد حل توافقي يرضي جميع الأطراف، أي ما بين سيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة من جهة، وما بين هذه الأخيرة والشركة المكلفة بالنقل الحضري من جهة أخرى. وقد عقد المسؤولون بالعمالة يوم السبت الماضي اجتماعا مع ممثلي المتظاهرين، وأكدوا لهم أنه تم حذف الخط رقم 03 «بسبب عدم احترامه للمساطر المعمول بها، وأن الخطين رقم 01 و02 اللذين يعتبر سائقو سيارات الأجرة أنهما غير قانونيين، سيتم العمل على مطابقتهما مع دفتر التحملات». هذا ويبلغ تعداد ساكنة المحمدية، التي تمتد على مساحة 278 كيلومترا مربعا ، 321 ألفا و375 نسمة (إحصاء 2004)، 70 في المئة منهم يقطنون بالمجال الحضري. وتتوفر المحمدية والجماعات الخمس التابعة لها ( عين حرودة والشلالات وبني يخلف وسيدي موسى المحجوب وسيدي موسى بن علي) على أسطول لسيارات الأجرة الصغيرة يبلغ عددها 380 إلى جانب 560 سيارة أجرة كبيرة، وحوالي 30 حافلة للنقل المشترك.