«احتلّ» سائقو سيارات الأجرة الكبيرة والصغيرة شارعين رئيسيين في مدينة المحمدية طيلة يوم الثلاثاء المنصرم، مُطالِبين بتقنين قطاع النقل الحضري وب«وضع حد للعشوائية»، التي أضرّت بمهنتهم. وكانت مجموعة منهم قد احتلت، في فترة الصباح، شارع الحرية على مستوى درب الشباب ونظمت وقفة احتجاجية بدعم من نقابة التاكسيات، التابعة لنقابة ال«ف. د. ش.»، فيما أغلقت مجموعة أخرى، زوال ومساء نفس اليوم، شارع الحسن الثاني على مستوى مستشفى مولاي عبد الله. وكانت المجموعة الثانية مؤطرة من طرف الفرعين المحليين لنقابة الاتحاد العامّ للشغالين والنقابة الفدرالية الوطنية لمهنيي النقل، التابعة لأرباب وسائقي سيارات الأجرة، بصنفيها الكبير والصغير. وقد تنوعت وتضاربت مطالب كل فئة. وكان المحتجون يتبادلون التّهَم بخصوص بعض السلوكات التي يمارسها بعض سائقي سيارات الأجرة الكبيرة والصغيرة، حيث اتهم سائقو التاكسيات الصغيرة «خصومهم» باستعمال محطات فرعية غير مرخصة وبالعمل خارج الخطوط المرخصة لهم ومزاحمتهم داخل المجال الحضري الخاص بهم، بينما طالب سائقو التاكسيات الكبيرة بتدخل الأمن الوطني لحمايتهم من بعض سائقي التاكسيات الصغيرة، الذين ينتحلون صفات عناصر الأمن الوطني ويقومون بمحاصرتهم واحتجاز سياراتهم وفق ما يسمى «الكالة». وتَوافَق كل السائقين على ضرورة الإسراع بتسوية مشاكلهم العالقة منذ سنوات، والمتمثلة في المنافسة، التي اعتبروها غير شريفة مع حافلات النقل الحضري، التي تعمل بدون علامات الوقوف. وقد احتجز المحتجّون إحدى الحافلات ذات الخط رقم 03، التي اعتبروها غير مرخصة، وتدخلت عناصر أمن المرور التي حجزت الحافلة. وعلمت «المساء» أن بلدية المحمدية كانت قد استجابت لنداءات بعض السكان الذين طالبوا بإضافة خطوط إلى حافلات النقل الحضري، فرخصت بإضافة الخط رقم 03، لكن البلدية لم تستكمل إجراءات الترخيص وإخبار السلطات الأمنية والمحلية، مما جعل شرطة المرور تستجيب للمحتجين وتُوقِف نشاط الحافلة.