ما إن غادر عدد من المسافرين القادمين على متن القطار القادم من مدينة القنيطرة، بهو المحطة الزجاجية بالمحمدية، صبيحة يوم أمس الأربعاء في حدود الساعة التاسعة والنصف، حتى تناهى إلى مسامعهم أصوات شعارات، وحركة غير مألوفة كسرت الهدوء الذي عادة مايطبع المحطة في مثل هذا التوقيت من اليوم. حضور قوات الأمن التي كانت تتابع العشرات من سائقي سيارات الأجرة الصغيرة في وقفهم الاحتجاجية الجديدة كان لافتا، نظرا لحساسية الفضاء المذكور بشارع الحسن الثاني. «بالنضال والصمود لي بغيناه ايكون ايكون» شعار تردد صداه طويلا أثناء الوقفة التي دامت ساعة كاملة، حيث عبر المشاركون عن عزمهم الدفاع عن مصدر قوت المئات من العائلات المهددة بسبب المنافسة غير الشريفة لوسائل نقل أخرى والتي وصفتها شهادات عدد منهم « بأن أصحابها لايحترمون القانون» في إشارة إلى فوضى النقل الحالية. « المضايقة الواضحة لنشاطنا، وقد طالبنا خلااجتماعاتنا مع المسؤولين المحليين بالاطلاع على دفتر التحملات الخاص بحافلات النقل بالمدينة، مع إلزام شركة النقل الخاصة المستغلة للخطوط بالمدينة، باحترام المسارات وعلامات وقوفها، لكن إلى حد الآن لم يتم الاستجابة لهذا المطلب» يعلق الصبار الخياطي عضو المكتب النقابي لسيارات الأجرة الصغيرة التابعة ل ك د ش بالمدينة. مشكل سائقي هذه الفئة من سيارات النقل بالمدينة، لايتوقف عند الحافلات من النوع الصغير، في الوقت الذي يسجل فيه ومنذ أكثر من سنتين تزايدا مقلقا لمحطات سيارات الأجرة الكبيرة، بعدد من الشوارع الرئيسية،لاتستثنى منها حتى الأحياء الشعبية، التي تحولت وبشهادة السكان المتضررين أنفسهم إلى محطات دائمة، يصر سائقوها على فرض أمر الواقع، في ظل سياسة الصمت واللامبالاة التي تعتمدها السلطة اتجاههم. الفوضى التي لاتتوقف حسب مسؤولي النقابة في وسائل النقل داخل المدار الحضري، تطال أيضا تلك التي تتسبب فيها حافلات النقل بين المدن، والتي حولت شوارع المدينة، إلى محطات حقيقية، وبات من الطبيعي معاينتها في أوقات الذروة وهي تنقل الركاب إلى مختلف الاتجاهات، دون أن تتحرك الجهات المسؤولة عن مراقبة حركة السير والسلطات المحلية في القيام بحملات لوضع حد لهذه الفوضى وإلزام الحافلات بالعمل بالمحطة الطرقية، ووقفا لما هو منصوص عليه في دفتر التحملات. ومن النقط المضمنة في الملف المطلبي للنقابة ضرورة إعادة النظر في المحطات المؤقتة لسيارات الأجرة الكبيرة، والتي باتت بحكم تأخر البث في بقائها أو تحديد فضاء خاص لها بمثابة أمر الواقع، ساهم في التضييق والتأثير على مردودية العاملين بهذاالقطاع والذين يعدون بالمئات. ظاهرة » الريكولاج» بدورها والتي انتشرت بشكل كبير بشوارع المدينة من طرف الطاكسيات الحضرية والقروية، عمقت من المشاكل التي يتخبط فيها القطاع، بالرغم من التحركات المحتشمة والتي قال عنها السائقون «أنها غير كافية».