يعتبر فريق الكوكب المراكشي أول فريق في تاريخ كرة القدم المغربية الذي استطاع الحصول على أول نسخة من كأس العرش المغربي بصفة نهائية منذ بداية خوض أطوار مراحل إقصائياته في الموسم الرياضي 1956/1957، حيث تمكن من الفوز به ثلاث مرات متتالية خلال المواسيم الرياضية 62 / 63 و63 / 64 و 64 /65، كما أضاف بعد ذلك ألقابا أخرى عندما فاز بثلاث نهايات لكأس العرش لكنها ليست متتالية كسابقتها وذلك في نهاية الموسم الرياضي 86 / 87 و90 / 91 و92 / 93، وهذا ما جعله يصنف من ضمن الفرق الوطنية المغربية ذات الاختصاص في الفوز بهذه الكأس الغالية نذكرمنها المولودية الوجدية والوداد البيضاوي والجيش الملكي والرجاء البيضاوي والمغرب الفاسي.. وللنبش في ذاكرة هذا الفريق المراكشي الذي استطاع أن يحقق هذا الإنجاز الكبيرالتاريخي في الستينيات كان لنا لقاء مع أحد قيدومي مشجعي فريق الكوكب المراكشي المختار بلغالي الدراز المشهور بشغفه وبحبه الكبير لهذا الفريق. هذا الرجل الكوكبي حتى النخاع الذي استقبلنا في منزله بدرب الدردوبة بعرصة بن إبراهيم بمراكش، حيث سبح بنا بواسطة ما تختزنه ذاكرته رغم تقدم سنه من الأسرار الكامنة وراء ما حققه فريق الكوكب في كأس العرش، في مرحلة الستينيات على الخصوص، فقد أثنى كثيرا بالشكر على الحكم المغربي عبد الكريم الزياني الذي قاد المباراة النهائية لكأس العرش بين فريقي المولودية الوجدية والكوكب المراكشي نهاية موسم 61 / 62 والتي انتصرت فيها مولودية وجدة على الكوكب بهدف لصفر بعدما لم يحتسب الحكم عبد الكريم الزياني إصابة مشروعة للكوكب التي أثارت احتجاج اللاعبين وتسببت في غضب كل المراكشيين الحاضرين بالملعب الشرفي أنذاك مركب محمد الخامس حاليا وغير الحاضرين به المتتبعين لأطوارها عبرالتلفاز أو بواسطة المذياع، لدرجة أن المختار الدراز، يضيف قائلا، من شدة غضبه من حرمان الزياني للكوكب من هذا الهدف نسي طفله الذي كان برفقته وعمره ثماني سنوات في منصة الملعب الشرفي، وغادر الملعب دونه ولم يشعر بذلك إلا بعدما نبهه أصحابه لما حدث عند موقف السيارات، وبدأ يردد في ذات اللحظة :«أدات لي الكوكب عقلي وأدات لي ولدي»، ولولا ألطاف الله لما تمكن صديق له من إحضار هذا الطفل للمختار الدراز الذي تنفس الصعداء بعد معانقته لابنه، فكان خطأ التحكيم الذي اعترف به الزياني عند نهاية المقابلة في حرمان الكوكب من هدف مشروع سجله اللاعب مولاي لحسن بمثابة الشرارة التي ألهبت حماس الرياضيين المراكشيين للظفر بهذا الكأس بصفة نهائية، رغم محدودية إمكانيات فريق الكوكب المادية أنذاك. وهكذا تضافرت جهود كل الرياضيين بمراكش بسائر أحياء المدينة قصد دعم فريق الكوكب بتشجيعاتهم المادية والمعنوية الذي تأتى له ذلك بفضل جماهيره الغفيرة التي كانت تسانده أثناء مقابلات الكأس أينما حل أو ارتحل، بسائر المدن المغربية ، فكان المختار الدراز ينظم رحلات في هذا الإطار ، حيث كان يكتري حافلة أو حافلتين للركاب قصد حضور هذه المقابلات رفقة أبناء حيه التي تجرى أطوارها في ملعب خارج مدينة مراكش على غرار مناصري الكوكب بباقي أحياء مراكش الذين كانوا يعملون على جمع مبالغ تكاليف هذه الرحلات بواسطة المساهمات المادية خاصة من أبناء أحيائهم بالمدينة العتيقة التي كانت أنذاك ينتمي إليها جل لاعبي فريق الكوكب المراكشي كرياض العروس والموقف وإسبتيين وسيدي أيوب وباب أيلان ولماسين ولقصور ولقصبة وباب أحمر...، وهكذا كانت تعرف كل نهاية كأس العرش للكوكب المراكشي مغادرة ما يقارب 50 حافلة لمدينة مراكش زيادة عن راكبي القطار والسيارات ، وكل حافلة توجد من ضمن ركابها مجموعة من الحرفيين المتفننين في لعبة الدقة المراكشية الذين يتوزعون بمدرجات الملعب الشرفي بشكل منتظم محطين بجميع جوانب مستطيل رقعة مساحته المعشوشبة مشنفين أسماع المتفرجين بأهازيجهم الفولكلورية وكأنه مهرجان من طراز رفيع يستمتع به الرياضيون نهاية كل موسم رياضي كروي بهذا الملعب كلما لعب فريق الكوكب المراكشي نهاية كأس العرش. تعود الأحلام والأماني بالفوز بكأس العرش لموسم 57 - 1958 بتشكيلة مكونة من: يونس الطالب حارس مرمى، دستوري، شراكة، كولو، صاجي، حسني، مدني، جابري، بلعيد، العربي، شلال، بمواجهة فريق الوداد البيضاوي للمرة الثانية، و تمكن اللاعب الودادي الخلفي من تسجيل الهدف الأول في الدقيقة 9 ليعيد الأمل للفريق المولودية اللاعب صاجي في تسجيل التعادل في الدقيقة 13 ، ويدخل اللاعب شلال الافراح إلى قلوب الوجدين بتسجيل هدف الانتصار في مرمى الحارس الودادي بكار. ويتسلم العميد بلخير من جديد كأس العرش من يد المغفور جلالة الملك محمد الخامس . يستمر المشوار البطولي لسندباد الشرق وتكون نهاية .موسم 1958 - 1959 أمام فريق الجيش الملكي الصاعد إلى القسم الوطني الأول حينها. ففي الدقيقة 18، سيسجل للفريق العسكري اللاعب الزموري . و توالت هجومات المولودية بعد ذلك، لكنها وجدت حارسا منيعا أنذاك اسمه حسني بنسليمان . في تلك النهاية لعبت المولودية بتشكيلة مكونة من: الطالب حارس مرمى، العربي بلخير، حسني، موسى، شراكة، مدني، صاجي، بلعيد، قدور، شلال. وانتهت المبارة بفوز الجيش الملكي بإصابة لصفر ليتسلم عميد الجيش الكأس من طرف جلالة المغفور له محمد الخامس. وللمرة الرابعة، يشارك الفريق الوجدي في النهاية، حيث نازل فريق العاصمة الفتح الرباطي موسم 59 - 1960 بحضور الملك محمد الخامس والملك حسين ملك الأردن. حيث دخلت المولدية الوجدية النزال باللاعبين: حارس مرمى المختار الداي قادما من اتحاد بلعباس (الجزائر) حيث زاول رفقة الجوهرة السوداء العربي بن مبارك بهذا النادي موسم 55 - 1956، العربي حرشاوي، حسني، صابي ،شراكة، عزاوي، مدني، موسى، قدور، شلال، المدرب محمد بنبراهيم. وجاء هدف النصر من طرف اللاعب المدني في د 13 بواسطة ضربة جزاء .وتنتهي المقابلة التي قادها الحكم البوكيلي بانتصار المولودية 0 / 1 وضياع الفتح لضربة جزاء من طرف الفتحي العلمي، وتسلم الكأس للمرة الثالثة من طرف المغفور له جلالة الملك محمد الخامس. وفي سنة1962، يلعب فريق المولودية الوجدية خامس مباراة نهائية وكانت أمام فريق عاصمة النخيل الكوكب المراكشي بحضور جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، حيث امتزجت هذه المقابلة بالفنية الكروية والأهازيج الفلكورية المراكشية والوجدية ، حيث ردد المراكشيون «مراكش قالوا بعيد»، بينما ردد الوجديون «قالو كاس العرش قريب»، وفازت المولودية الوجدية بهدف لصفر من توقيع لاعبها قدور . ولعب لوجدة كل من : الداي حارس المرمى، رمضان، بوزيان، حرشاوي، شلال، قدور، موسى، العربي، عزاوي، بوفلجة، صابي، المدرب «زگو Ziko».