بحلول ذكرى المولد النبوي الشريف لهذه السنة، يكون فريق المولودية الوجدية لكرة القدم، مر على تأسيسه 64 سنة، إذ رأى الفريق الوجدي الذي حمل اسم "المولودية" تيمنا بهذه الذكرى العطرة كما تذهب تحكي بعض الروايات المتواترة، النور يوم 16 مارس 1946 م، الموافق ل12 ربيع الأول 1365 هجرية، بمبادرة من ثلة من الفعاليات الوجدية ومعهم بعض الإخوان الجزائريين المقيمين بعاصمة المغرب الشرقي، الذين وجدوا كامل الدعم و المساندة من أشقائهم المغاربة، زمن الإحتلال الفرنسي لأرض الجزائر، نذكر منهم، من كلا القطرين الشقيقين، بنشيخ، زايد رمضان، مصطفى بلهاشمي، عبد السلام الهدام، عمر قاد زعير ومحمد بلعباس. و بما أن هذه الفترة تزامنت هي الأخرى، والمغرب تحت نفوذ الحماية الفرنسية، ونظرا للتقسيم الاٍستعماري آنذاك، كانت المولودية تخوض مقابلاتها مرغمة ضد أندية فرنسية بمدن جزائرية. وبرز في صفوف المولودية آنذاك مجموعة من اللاعبين الذين شكلوا الرعيل الأول لهذا الفريق العريق، نذكر منها إبراهيم بنسالم، بنعيسى حنفي، الطاهر طرشون، مصطفى بلهاشمي، السنوسي، أحمد بنكولوش، حيمي، بوزيان الكبش، مصطفى امباصو وغيرهم. وخلال فترة الخمسينيات وقبيل بزوغ فجر الحرية والاٍستقلال، فرضت المولودية الوجدية وجودها بالقسم الشرفي، اٍلى جانب ثلاثة أندية وطنية أخرى هي: الوداد البيضاوي، الفتح الرباطي والمغرب الفاسي..ومع استقلال المغرب، استطاعت المولودية أن تدون اسمها بحروف من ذهب، في سجل كأس العرش حتى قيل حينها "وكأن كأس العرش لم يخلق اٍلا من أجل فريق المولودية الوجدية"، حيث استطاع الفريق الوجدي من احتكار هذه الكأس الغالية على قلوب كل المغاربة، أربع مرات في ظرف ست سنوات، من سنة 1956 إلى سنة1962، وخسرت نهاية واحدة أمام الجيش الملكي سنة 1959. صفحات مشرقة في تاريخ الكأس، وقعها نجوم كبار من أمثال: المرحوم عبد الغني مدني، بلخير فرنان، الداي، الصابي، شلال، كعواشي، المرحوم العربي، بلعيد، المرحوم قدور، موسى، رمضان تحت قيادة المدرب المقتدر المرحوم محمد بنبراهيم. وظلت المولودية طيلة سنوات الستينات، مهابة الجانب رفيعة الشأن، يشفع لها ماضيها التليد، واستمرت كذلك حتى عقد السبعينات، وهي الفترة الذهبية لكرة القدم الوطنية عموما، لتتوج المولودية خلال منتصف هذا العقد، بأول لقب لها على مستوى البطولة ، لتنال بذلك شرف المشاركة في كأس محمد الخامس الدولية ثم ببطولة المغرب العربي، وفي هذه الفترة ، كان الفريق يضم نجوما قلما يجود الزمان بمثلها، وسارت بذكرها الركبان(انظر الصورة: فريق المولودية الوجدية الفائز بلقب البطولة الوطنية لموسم 74- 75)، من أمثال: المقري، اجبارة، بحري، السدار، الأخوين الفيلالي، محمد مغفور، محمد مرزاق، كمال السميري، مصطفى الطاهري، أحمد بلحيوان، محمد دريسي، ميمون جوييط، أحمد حديدي،الطاهر أمغار، جعدر، قسو، هريدة، عبد القادر لشهب وغيرهم. ومع انتهاء عقد السبعينات، وبعد أن عاشت طيلة عقود ثلاثة، تتربع رفقة أندية وطنية معدودة، على عرش كرة القدم الوطنية، تحت قيادة أبيها الروحي وقيدوم المسيرين المغاربة المرحوم مصطفى بلهاشمي، بدأ إشعاع المولودية الوجدية في الفتور، ودخلت بالتالي عصر الاٍنحطاط، الذي قذف بسندباد الشرق ثلاث مرات إلى القسم الوطني الثاني. حيث سجل السقوط الأول، في موسم 87-88، والثاني حدث في موسم98-99، و الثالث حدث الموسم الماضي، و الفريق يكابد هذا الموسم، من أجل الإفلات من شبح النزول نحو بطولة الهواة.