يتخوف عدد من الفعاليات المغربية في بلجيكا من «إمكانية عودة خطاب «استحالة اندماج الجيل الثاني والثالث من أبناء المهاجرين في المجتمع البلجيكي،» بعد المجزرة الجماعية التي نفذها نور الدين العمراني، بلجيكي من أصل مغربي، الثلاثاء الماضي بمدينة لييج. وتمنت ذات الفعاليات أن لا يعمق حادث لييج أبواب المزايدات، أمام أكثر من طرف، كونه من إنجاز بلجيكي من أصل مغربي، خاصة في صفوف اليمين المتطرف. وهو الأمر الذي جعل فعاليات جمعوية بلجيكية من أصل مغربي تتخوف أيضا من استغلال الحادث لشن حملة ضد المهاجرين من أصول عربية وإسلامية، ومعاودة طرح خطاب طرد المهاجرين من التراب البلجيكي. وكانت بوادر التجاذب حول الحادث قد بدت أول أمس واضحة خاصة بعد أن انتقل التلاسن إلى شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تم حجب صفحة على «فيسبوك» نادت بمسيرة من أجل نور الدين العمراني»، وتم إحداث صفحة مضادة لها. هذا وقد استبعدت وزارة الداخلية البلجيكية الطابع الإرهابي للاعتداء الذي أدى إلى مقتل 5 أشخاص وإصابة 75 شخصا بجروح، وحوالي 40 آخرين يعانون من صدمة نفسية، واعتبرته حادثا معزولا. وقالت وزيرة الداخلية جوال ميليكي إن العمراني الذي عثر في بيته على جثة لخادمة منزلية، تشتغل لدى إحدى جاراته، تبلغ من العمر حوالي 45 سنة كان قد استدرجها الى بيته لأجل القيام بأعمال في بيته، قبل الإجهاز عليها برصاصة أقبل على تنفيذ الهجوم لخوفه من عودته الى السجن بعد أن استدعته الشرطة للتحقيق قبل تنفيذ الاعتداء. ومن ناحية أخرى قال جان فرانسوا ديستر محامي العمراني، أن هذا الأخير كان قلقا للغاية بشأن احتمال عودته الى السجن وأن ذلك ما كان يقلقه بشكل حقيقي». ومن جانبه قال عبد الهادي العمراني، الذي سبق وتولى الدفاع عن نور الدين عمراني إن هذا الأخير «كان شخصا منبوذا واعتقد أن الجهاز القضائي عاقبه عقابا أشد من اللازم». مؤكدا أن العمراني، قضى منتحرا «لم ينطق بكلمة عربية ولم يكن متدينا واعتاد أن يقول إنه بلجيكي». وجاء في تصريح سابق الثلاثاء الماضي لوكيلة الملك البلجيكية دانييل ريندرس، أنه لم تبد على العمراني أية بوادر تشير إلى اختلال عقلي أو نفسي ما، سواء خلال التحقيق أو المحاكمة أو طيلة فترة السجن، وأن دوافع قيامه بالاعتداء المسلح بهذا الشكل مازالت مجهولة. وكانت مصادر أمنية بلجيكية قد أشارت إلى أن العمراني منفذ إطلاق الرصاص ورمي المفرقعات، الذي يسكن مدينة لييج والمولود في15 نونبر 1978، شخص معروف لدى الشرطة وفي أوساط القضاء، فهو ذو سوابق، اعتقل وحكم عليه سنة 2008 بعقوبة سجن 58 شهراً سجنا نافذاً وغرامة 11000 أورو، بتهمة المتاجرة في المخدرات وحيازة أسلحة نارية وقطع حربية، وبالقيام بأعمال إجرامية ومنافية للأخلاق. وقد تمكن رجال الامن، بفضل وشاية مجهولة المصدر، من أن يضبطوا لديه عشرات الأسلحة البالغة الخطورة وكمية من الذخيرة المختلفة العيارات، إضافة إلى مئات من نبتات القنب الهندي (الكيف) الذي كان يزرعه تحت سقف مستودعه. وكان العمراني قد هاجم ظهر يوم الثلاثاء أشخاصا بساحة سان لامبير القريبة من مسكنه في مدينة لييج الواقعة جنوبي شرق البلاد، بعد أن توجه إليها مدججاً برشاش ومسدس وقنبلتين يدويتين، ليستعملها في الهجوم على المارة المسالمين والمنتظرين في محطة الحافلات ، قبل أن يدير المسدس نحوه وينتحر.