يقضي أغلب الأطفال في مجتمعنا ساعات طويلة أمام شاشات التلفزيون لاسيما ممن لم يلتحقوا بعد بمقاعد الدراسة، حيث لا تجد الأمهات وسيلة لتلهية أطفالهن سوى تركهن أمام التلفزيون لتمضية الوقت، بينما تنهمك هذه الأم في أشغالها المنزلية، تاركة وراءها السلطة المطلقة لقنوات التلفاز حتى تلقن هذا الطفل ما يحلوا لها، خصوصا أن هذه الأخيرة عرفت تزايدا ملحوظا في عددها و كمها بغض النظر عن محتوياتها وما تقدمه من برامج التي لطالما عرفت انتقادا واسعا من قبل الأخصائيين النفسيين والتربويين، حيث لا تخضع هذه البرامج لأدنى أساسيات المراقبة، حيث تؤدي به هذه البرامج من تأثيرات سلبية على سلوكيات الأطفال وتربيتهم وحتى تفكيرهم.. فحسب ما أدلى به بعض المختصين خلال أبحاثهم ودراساتهم، فإن الطفل يتعلم أغلب سلوكياته مما يشاهده و70% من الأطفال العنيفين يكتسبون طباعهم مما يشاهدونه من برامج تلفزيونية تسمم عقولهم، والتي أصبحت بنسبة كبيرة في الوقت الحالي من رسوم متحركة وأفلام وبرامج يدعو أغلبها إلى العنف والشجار.. في سياق متصل، كشفت دراسة أخرى أن الأطفال الصغار جداً والذين يشاهدون التلفزيون يواجهون احتمالاً متزايداً للإصابة بمشاكل نقص الانتباه مع بلوغهم سن التمدرس، ما يوحي بأن التلفزيون يهدد الدماغ مباشرة ولتفاديا لكل ذلك دعا هؤلاء المختصين إلى ضرورة تحديد ساعات المشاهدة للأطفال بالساعتين بالنسبة للأطفال فوق السادسة. أما للذين أعمارهم أقل من الثلاث سنوات فلا يحبذ مكوثهم أمام التلفزيون بتاتا، كما يدعو هؤلاء المختصين جمهور الأولياء إلى استبدال طرق تربيتهم و عدم اتكالهم على الوسائل السهلة، لأنها لا تكون غالبا ناجعة كما يرونها. فرغم أن العديد منهم يعتبرون أن تلك البرامج مفيدة و تعليمية غير أن الواقع لا يعكس ذلك من هنا يأتي البديل الذي يقترحه هؤلاء و هو توجيه هؤلاء الأطفال إلى أنشطة أخرى أكثر إفادة للصحة الجسمية والعقلية معا كممارسة الرياضة واللعب والمطالعة.