يحتمل جدا أن تتطور الأحداث بشكل مريب لا يخدم الرياضة المكناسية في شيء نتيجة سلسلة النتائج المتواضعة التي بات يحصدها الفريق الذي يتأهب لمنازلة المغرب الفاسي برسم نهائي كأس العرش، والصراعات الخفية والعلنية التي أضحت تعيشها فروع النادي المكناسي فيما بين مكوناتها (نموذج كرة القدم) أو بينها وبين الأومنيسبور كما هو شأن فرع الكرة الطائرة الذي بات مصيره في كف عفريت، بعد شد وجدب ورد فعل ورد فعل مضاد أدى في النهاية إلى اتخاذ قرار غير محسوب يقضي بإقالة مكتب مسير منتخب من لدن رئيس النادي الرياضي المكناسي. كما أن باقي الفروع ليست أقل حالا من الأخرى نتيجة انعدام التواصل مع مكتب المجلس الإداري الذي لم يعقد أي اجتماع له منذ 25 يناير 2011، تاريخ انعقاد الجمع العام الذي خول للرئيس محمد بن الماحي صلاحية تشكيله. إن انعدام التواصل مع الفروع وعدم حل مشكلة الضرائب المترتبة على النادي لفك الضائقة المالية أدت إلى فوضى عارمة لا تنبئ بخير. ففرع كرة القدم لا يسير إلا بشخصين أو ثلاثة على أبعد تقدير، وزاد تغيير مفاتيح المكاتب في وجه الكاتب العام والمدير الإداري وإحكام إقفالها طرح أكثر من علامات استفهام، إضافة إلى التعتيم الذي ينهجه رئيس الفريق في طريقة تدبيره لشؤون الفريق . أما فرع الكرة الطائرة الذي دعا منخرطيه إلى عقد جمع عام استثنائي لتوضيح خلافاته مع رئيس الأومنيسبور، فوجد أبواب مقر المجلس الإداري موصدة في وجهه، وعقد جمعه في الهواء الطلق وأبقى عليه مفتوحا. وأرجع رئيس الفرع عثمان بلحبيب سبب نية المكتب المسير التهديد بتجميد نشاطه إلى تجاهل رئيس الأومنيسبور إلى نداءاته المتكررة للحوار، وطالبه بالاعتذار لمكوناته وضخ ما تبقى من حصة الفرع في حسابه، وتسديد منحة لقب كأس العرش التي وعد بها اللاعبين واجتماع مكتب المجلس الإداري وفتح قنوات التواصل المباشرة مع الفروع. علما أن استجابتنا - يقول بلحبيب - لنداء الإنقاذ للكرة الطائرة المكناسية من الانهيار خلال الموسم الفارط أعطت أكلها. أما رئيس الأومنيسبور محمد بن الماحي، فيرى أن المكتب المسير للكرة الطائرة أضحى يطلق النيران على الأومنيسبور ويدلي بتصريحات تجانب الصواب، علما يضيف بن الماحي أنه تدخل شخصيا لدى وزير الشباب والرياضة الذي منح الفرع مبلغ 10 ملايين سنتيم، الأمر الذي ينفيه رئيس الفرع، إضافة إلى ضعف أداء المكتب المسير والضبابية التي يعرفها التقرير المالي غير مؤشر عليه من لدن محاسب . كما أن خمسة أعضاء من المكتب المسير لكرة اليد قدموا استقالتهم حتى قبل أن تنطلق فعاليات البطولة الوطنية، أما فرع كرة السلة، فتلقى هزيمتين متتاليتين، ويرجع أحد المسؤولين عن الفريق السبب إلى الضائقة المالية . إن موضوع تسيير وتدبير الرياضة بفروع النادي المكناسي والأومنيسبور يستوجب الوقوف عند مكامن القوة والخلل والجهر بها بكل شجاعة لرأب الصدع وتجاوز كل ما من شأنه إعاقة مسيرة النادي المكناسي، بعيدا عن الحسابات الضيقة، واتخاذ القرارات المتسرعة التي لا تخدم الرياضة في شيء.