المعرفة بالرجل لم تكد تبتعد كثيرا عن اللحظة الأولى وهي لحظة المعداوي. وما جاء بعد ذلك صورة أراد الآخرون أن يصنعوها له. ثلاث لحظات فارقة في مسيرة نجيب محفوظ الروائية. ثلاث لحظات أسهمت إسهاما كبيرا في تشكيل صورة الرجل في أذهان الناس: اللحظة الأولى حين كتب الناقد الذي لا يكاد يذكره الكثيرون الآن وهو أنور المعداوي، مقالته المهمة عن رواية «بداية ونهاية»، وهي الرواية التي لفتت أنظار مجتمع النقاد وقراء الروايات إلى نجيب محفوظ. كتب الرجل قبل ذلك عددا من الروايات، بعضها تاريخي مثل كفاح طيبة ورادوبيس، وبعضها نفسي مثل السراب. لكن هذه الأعمال قوبلت بصمت تام وتجاهل مريب أشعره بحزن شديد ورغبة في التوقف عن الكتابة، وهو ما عبر عنه أكثر من مرة. وبخاصة أنه كان يكتب الروايات في الوقت الذي كان العقاد يشن حملة شعواء على فن القصة، ويعدها لغوا. ويقول إن قراءة بيت واحد من الشعر أفضل من قراءة عدد من الروايات الطويلة. والعقاد في ذلك الوقت كان ملء الأسماع والأبصار. حين كتب المعداوي مقالته أعاد الأمل عند نجيب محفوظ في قيمة ما يكتب، وبخاصة أن مقالا آخر كتبه سيد قطب عام 1944 أشاد فيه برواية «كفاح طيبة»، وبلغ به الحماس للرواية أن طالب بتدريسها في المدارس، وتوزيعها بالمجان على كل فتى وفتاة. كما بلغ به الحماس للرجل أن قال عنه إن نجيب محفوظ هو أمل هذا الفن الجديد «الرواية». بعد ذلك، بدأ النقاد يلتفتون إلى أعمال الرجل، ويكتبون عنه المقالات والكتب التي بلغت مدى يصعب إحصاؤه في اللغة العربية وحدها، ناهيك عما كتب عنه في اللغات الأخرى. برغم ذلك ظل محفوظ يدين بالفضل إلى أنور المعداوي وسيد قطب في دورهما في التعريف به، وتقديمه إلى الناس. اللحظة الثانية في عام 1960، حين حول المخرج العبقري صلاح أبو سيف روايته الشهيرة «بداية ونهاية» إلى فيلم يعد الآن من كلاسيكيات السينما المصرية. لم تكن «بداية ونهاية» هي أول الأعمال التي تحولت إلى فيلم. سبقتها أفلام مثل «الوحش» الذي عرض عام 1954، و»فتوات الحسينية» في العام نفسه، و»درب المهابيل» عام 1955، و»بين السماء والأرض» عام 1959. لكن «بداية ونهاية» هي أول عمل يحمل اسم رواية له. الأعمال السابقة أخذت من قصص قصيرة نشرها محفوظ في ذلك الوقت. توالت بعد ذلك الأفلام التي أخذت من رواياته، ومن قصصه القصيرة حتى بلغ مجموع هذه الأفلام خمسين فيلما، وهو بذلك يعد أكثر روائي عربي تحولت أعماله إلى أفلام، ويسبق في ذلك إحسان عبد القدوس. أدرك نجيب محفوظ أهمية السينما، فكتب بعضا من سيناريوهات الأفلام، لعل أشهرها فيلما «الفتوة» و»الزوجة الثانية»، وهما من إخراج صلاح أبو سيف. كما عمل فترة من الوقت رقيبا في المؤسسة العامة للسينما. ثم أصبح في الستينيات رئيسا لمؤسسة السينما نفسها. قدمت السينما نجيب محفوظ إلى الناس في أوسع نطاق ممكن. وأصبح اسمه في فترة ما علامة تجارية تضمن نجاح الفيلم. لكن هل أفاد ذلك نجيب محفوظ؟ لقد استفاد نجيب محفوظ ماديا كثيرا من تحويل أعماله إلى أفلام، لكن بعض النقاد لم يكن يعجبهم هذا التشويه الذي يصل أحيانا إلى درجة الفجاجة لبعض أعماله السينمائية. وكان رأي محفوظ أكثر عمقا من رأي هؤلاء. لقد كان يصرح دائما بأنه لا صلة له بالعمل الذي يعرض له سوى «التيمة» الأساسية فيه، وأي تغيير في الفيلم فهو رؤية المخرج. وهو صاحب حق في ذلك. أما الذي يريد أن يعرف أعمالي، فعليه أن يقرأ الروايات نفسها. اللحظة الثالثة هي لحظة نوبل في أكتوبر 1988. الجائزة التي قدمت محفوظ إلى العالم كله. يقول أحد الصحفيين الذين حضروا هذه اللحظة في استكهولم: ساد صمت امتد قليلا بعد أن أعلن اسم محفوظ فائزا بالجائزة. وتساءل كثير من الحاضرين: من محفوظ هذا؟ لكن الذي حدث بعد هذا لا يمكن تصديق أنه يحدث مع كاتب عربي؛ لقد بحثت دور النشر الغربية في مخازنها عن الأعمال التي ترجمت لنجيب محفوظ إلى لغة أوربية، وأعادت عرضها في أفضل مكان في المكتبات، وازدادت مبيعات أعماله المترجمة زيادة كبيرة بعد أن كان يمر العام والعامان لا تباع له نسخة واحدة. وجاءت احتفالات رأس السنة، وكانت أعمال محفوظ من الأعمال المهمة التي يشتريها الناس في الغرب ويهدونها إلى الآخرين. لكن أبواب الأكاديمية الغربية ظلت موصدة دونه، ولا تزال موصدة حتى الآن. وما يكتب عنه وعن الآخرين من المنطقة العربية محصور في دوائر الاستشراق لا يتجاوزه، هذا موضوع يتصل بالمركزية الغربية، وهو خارج نطاق موضوعنا. في منطقتنا العربية كان رد الفعل عاطفيا في مجمله سواء من سعدوا بحصوله على الجائزة أو من هؤلاء القلة الذين استاؤوا من ذلك. ومن هؤلاء يوسف إدريس الذي كان يأمل لأسباب معينة في حصوله على هذه الجائزة, وقد أدرك أن حصول محفوظ على الجائزة يعني حرمانه منها إلى الأبد. لأن حصول أديب عربي عليها مرة أخرى أمر بعيد المنال في المدى المنظور. بدأت تتردد عبارات أديب نوبل ومحفوظ نوبل والأديب العالمي. مما لا تجد له نظيرا إلا في مجتمعات مثل مجتمعاتنا يعاني شعورا بالنقص ويرغب في اجترار الاعتراف من الآخرين. وقد حكى نجيب محفوظ أنه أصبح أسيرا لهذه الجائزة, فهي بقدر ما خدمته أخذت من حريته الكثير. يقينا زادت الدراسات التي كتبت حول أدبه بعد حصوله على نوبل. ويقينا أيضا أن عدد الأفلام التي أخذت من أعماله زاد أيضا. ويقينا كذلك أن مبيعات رواياته زادت عن ذي قبل. لكن كل هذا وبخاصة الأفلام والمبيعات كان وقتيا؛ بمعنى أن هذا الهوس بمحفوظ لم يستمر إلا بضع سنوات بعد نوبل، ثم عادت الأمور إلى ما كانت عليه قبل نوبل. ما الذي يربط هذه اللحظات الثلاث؟ لحظة المعداوي ولحظة «بداية ونهاية»، ثم لحظة نوبل. الذي يربطها أن محفوظ كان يتقدم في كل لحظة إلى مساحة أوسع من التقدير ومن الاعتراف من الآخرين بقيمة ما يكتب. لقد بدأ محفوظ في الثلاثينيات مع مجموعة من أصدقائه يكتبون الرواية والقصة القصيرة. وكانوا ينشرون أعمالهم على استحياء، وبجهد جهيد. كان معه في تلك الفترة عبد الحميد جودة السحار الذي تحول إلى الكتابة التاريخية والإسلامية، ثم أسس دارا للنشر «دار نهضة مصر» تولت كل أعمال نجيب محفوظ، وقد تحول عنها في آخر أيامه لدار الشروق. وكان معه أيضا عادل كامل ذلك الروائي المبدع الذي قدم للرواية العربية عملين رائعين هما «ملك من شعاع» و «مليم الأكبر» وهي رواية مدهشة تستحق أن يسلط عليها مزيد من الضوء لبيان مدى أثرها في مسيرة الرواية العربية. لكن عادل كامل ? لأسباب خاصة به - توقف عن الكتابة واشتغل بالمحاماة وسافر إلى أميركا ليعود مرة أخرى في التسعينيات لينشر عملا آخر هو «الحل والعقد» بدا أنه محاولة يائسة لاستكمال ما لا يمكن أن يكتمل. لكن محفوظ ? من بينهم - استمر يؤسس بدأب لتقاليد جديدة في كتابة الرواية. وفضله على الروائيين العرب في ذلك فضل لا يمكن إنكاره. فقد مهد لهم أرضية كانت تبحث عن ملامح لها قبله. وكانت المحاولات الروائية الكثيرة في العقود الأربعة التي سبقت بدايته محاولات فيها كثير من التعثر, سواء في «زينب» التي كتبها هيكل، أو في الروايات التاريخية التي كان يكتبها جورجي زيدان، أو في المحاولات الروائية لكتاب وكاتبات المهجر مثل كتابات عفيفة كرم. برغم ذلك ظل محفوظ مجهولا لدى قطاع كبير من الناس. وفي ذلك مفارقة مؤلمة. فنجيب محفوظ يعرف اسمه كل الناس. وقد تحول إلى بطل قومي في مصر بعد حصوله على نوبل. وكل شخص على استعداد أن يتحدث عن أعمال محفوظ بكثير من الثقة والادعاء. لكن كم شخصا قرأ نجيب محفوظ؟ ما حجم الاستقبال لأعماله على امتداد الوطن العربي؟ كان هذا السؤال يحيرني حتى سألت الصديق العزيز محمد جبريل وهو ينشر أعماله في «نهضة مصر» أيضا. قال لي إن دار النشر تطبع لنجيب محفوظ ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف نسخة توزعها على امتداد العالم العربي، وهي تباع في مدة ما بين عام والعام والنصف. وهذا الأمر بعد نوبل. وإذا كان هذا الرقم صحيحا، فما الذي يوزعه عبد الرحمن منيف أو بهاء طاهر أو سهيل إدريس أو رجاء عالم، أو هؤلاء الكتاب الصغار الذي نشروا العمل الواحد والعملين. في حالة نجيب محفوظ يبدو الأمر مؤلما، فمحفوظ معروف اسمه جدا، والسبب السينما أولا ثم نوبل ثانيا. لكن السينما التي أعطته الكثير من المال، أفقدته الكثير من القراء. وتتحسر صافيناز كاظم على هذا، وتقول إن تحول رواياته إلى أفلام جعله يفقد القراء. وأصبح كل «مجعوص» على كرسي يفتي في أدب محفوظ من أول الفنانة يسرا إلى الناقد عسر، يستمد مادته مما شاهده في الأفلام، وليس مما قرأه حقا من فن الرواية الرفيع عند نجيب محفوظ. لكن هل نكتفي هنا بتدبيج قصائد الهجاء، وربما الرثاء في هؤلاء الذين لا يقرأون الأدب، والذين توترت علاقتهم بالقراءة فعزفوا عن كل ما هو جميل. هذه المشكلة التي نحن بصددها لا تخصنا وحدنا في المنطقة العربية, بل يبدو أنها مشكلة في العالم كله. ولا يغرنك هنا أرقام التوزيع الهائلة لروايات مثل «هاري بوتر» التي تجاوزت ثلاث مئة مليون نسخة، ولا «شفرة دافنشي» التي تجاوزت خمس وعشرين مليون نسخة، ولا بعض الروايات الأخرى التي وزعت نسخا بالملايين. فهذا مسار آخر في الأدب، ليس هو المسار الذي نتحدث عنه. الناس أيضا في الغرب عزفوا عن قراءة هذا النوع من الأدب الذي يكتب مثله نجيب محفوظ. لكن رد فعلهم هناك لم يكن عاطفيا، ولم يتحسروا على الأيام التي كان الناس فيها يقرؤون مثلما نفعل نحن. لقد حاولوا فهم الأسباب التي دفعت الناس بعيدا عن الأدب. ورأوا أن الجمهور المفترض من المتلقين بدأ يستبعد الأعمال التي كانت تعتبر روائع الأدب من مسرحيات شكسبير أو روايات فلوبير لأنها أعمال أصبحت الآن في العصر الحديث خالية من المعنى، أو أنها اصبحت مليئة بمعان لا نهاية لها ولا يمكن حصرها، وهي النتيجة نفسها. وأصبح ينظر إلى لغتها على أنها لغة غير محددة، بل متناقضة، ولا أساس لها. أما تنظيم بنيتها ونحوها ومنطقها وبلاغتها فكلها مجرد حيل وبراعة في الخداع. لقد هاجم بعض النقاد مثل تيري إيجلتون الأدب ووصفوه بأنه نخبوي وقامع للحريات، وقد أصبح التليفزيون - في رأي هؤلاء النقاد والآن الإنترنت - مصدرا للمعرفة والمتعة أكثر أسرا ويقينية، اللذين هما عماد أي تجربة أدبية. ألم يقل هوراس قبل أكثر من ألفي عام إن الشعر حلو مفيد. أما القراءة التي تعتمد عليها النصوص الأدبية فقد تناقصت حتى بلغنا مرحلة نتحدث فيها بشكل عام عما يسمى «أزمة القراءة». وأصبحت البرامج الموضوعة لتعليم الإنشاء تحل بشكل متزايد محل البرامج الخاصة بتعليم الأدب في الكليات والجامعات. على حين أن أعداد الطلبة المنتسبين والمتخصصين في الأدب أصبح يتناقص بشكل واضح. كما أن فن الرواية قد تصاعد في تعقيده والتفافه على نفسه، وأصبح أكثر غموضا وسحرية. أما الشعر فقد أصبح أكثر كآبة وغموضا وانشغالا بداخل الذات. على حين أصبح المسرح أكثر هيستيرية. وما كان يسمى أدبا جادا أصبح الآن مجرد أدب موجه إلى شلل ونخب ضيقة. ولا يكاد أن يكون له وجود خارج أقسام الجامعات. أما داخل الجامعات، فإن النقد الأدبي أصبح بيزنطيا منذ عام 1960. لقد تراكم حجمه حتى أصبح كالجبال. كما أنه تحول ليصبح معاديا للأدب، ليفكك مبادئه الأساسية معلنا أن الأدب مقولة وهمية. وأن المؤلف قد مات. وأن النص الأدبي هو مجرد نص سابح، وأن لغته غير محددة، وغير قادرة على إعطاء معنى بحيث أصبح التفسير مسألة اختيار شخصي. والأفكار السابقة عن أزمة الأدب ستجدها مطروحة بتفاصيل أشد في الكتاب المميز «موت الأدب». ليست أزمتنا وحدنا. لكنها أزمة في العالم كله. هناك تحول واضح لا يمكن تجاهله في البحث عن مصادر للمعرفة والمتعة. ولا يمكن اتهام هؤلاء الذين لا يقرؤون الأدب بالجهل والسطحية. إن قدر الأدب الآن أن يكون للنخبة. ومن يتصدى للكتابة الإبداعية عليه أن يعرف أي جمهور يتوجه إليه، وأن يعرف كذلك مدى الأزمة التي يكتب في ظلها. لكن المشكلة مع نجيب محفوظ أنه حاضر في وعينا. ويبدو ظاهرا أنه يتحدى كل المقولات السابقة. وهذا غير صحيح. فنجيب محفوظ يكاد أن يكون مجهولا للقطاع الأكبر ممن يدعون معرفة به. إن المعرفة بالرجل لم تكد تبتعد كثيرا عن اللحظة الأولى وهي لحظة المعداوي. وما جاء بعد ذلك صورة أراد الآخرون أن يصنعوها له. صورة صنعتها السينما، وصنعتها وسائل الإعلام. أما صورته الحقيقية ففي روايات وقصصه القصيرة نفسها. هنا نجد نجيب محفوظ نفسه. والأمر ليس أمر «تيمات» يصوغها، وإنما أمر لغة يكتب بها. وهي الوسيلة التي لا يمكن نقلها إلى وسيط إعلامي آخر. لقد أدرك نجيب محفوظ نفسه هذا الأمر حين أشار في كلمته التي كتبها لحفل توزيع نوبل أن هذه الجائزة ليست له وحده، وإنما للغة التي يكتب بها أيضا. وهو الأمر الذي تردد عند أكثر من ناقد حتى قال أحدهم: أتذكر أني عندما سمعت بحصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل تملكني شعور بالفرح العارم، وقلت بيني وبين نفسي: إذن فإن اللغة العربية بخير وتستحق جائزة نوبل والاعتراف الكوني بآدابها، وليس لغة ميتة أو منحطة كما حاول بعض المستشرقين أن يوهمونا. وهذا الرأي صحيح، وقد قاله إدوارد سعيد في مقالته الشهيرة التي كتبها عن محفوظ. يقول: في العام 1980 حاولت أن أثير اهتمام ناشر نيويوركي كان يبحث عن كتب خاصة بالعالم الثالث كي يقوم بنشرها لإصدار الأعمال للكتاب العربي في ترجمة من الدرجة الأولى. ولكن بعد قليل من التفكير تم رفض الفكرة. وعندما تساءلت عن السبب قال لي بأن اللغة العربية لغة مثيرة للجدل. لكن إدوارد سعيد يرى أن لمحفوظ صوتا مميزا يبرز براعة لغوية وجديرة بالملاحظة لم تسترع الانتباه الكافي حتى الآن. اللغة، لا شيء غيرها. إن أعقد المشاعر البشرية يمكن أن تتحول على يد كاتب مبتدئ إلى صورة باهتة جافة. بينما هي بين يدي كاتب متمكن ألق وجمال ومتعة. اللغة، وهي الغائب الأكبر في صورة نجيب محفوظ عند الناس، والتي بسببها أصبح محفوظ مجهولا. لكن هل يمكن أن يعرف نجيب محفوظ الحقيقي على نطاق واسع؟ لا أتصور ذلك الآن، ولا أتصوره في المدى القريب. إن الاهتمام بالرجل سيتلاشى وسيتحول الحديث عنه إلى مناسبات احتفالية تدبج فيها قصائد المديح والرثاء وربما هجاء أحوال الناس التعسة التي تجعلهم ينصرفون عن قراءة الأدب دون إدراك حقيقي للأسباب التي تدفع الناس بعيدا عنه. سيقبع محفوظ داخل أسوار الجامعات لا يبرحها. الحصن الأخير للأدب في هذا العالم.