جابت شوارع أحياء مدينة فاس مسيرات اتحادية حاشدة يقودها وكلاء بمعية مرشحي الحزب بتراب تلك المناطق وعدد من الاطر الحزبية من مختلف الأعمار لاستعراض البرنامج الوطني والمحلي للحزب، بحضور عدد كبير من المناضلين والمتعاطفين. وتميزت الجولة داخل حي واد فاس بالتجاوب الكبير بين الأخ محمد عامر وكيل لائحة الحزب عن فاس الشمالية وسكان الحي من كل الشرائح العمرية، الذين عبروا عن استيائهم من عدة مشاكل ذات طابع وطني ترتبط بالدرجة الأولى بالتشغيل والصحة والتعليم العالي وارتفاع الأسعار، لكن أملهم كبير في الاتحاد الاشتراكي ليقود سفينة التغيير والإنقاذ، وتحقيق طموحات شرائح واسعة... وكان المرشحون والمناضلون يجيبون بين الفينة والأخرى عن أسئلة السكان حول مجموعة من القضايا المرتبطة بالإختلالات التي طالت عددا من المرافق والقطاعات وانعكست تداعياتها سلبا على الحياة اليومية والاجتماعية للمواطن، الذي سئم من طول الانتظار، وكلهم أمل في قدرة محمد عامر على برنامج الحزب الذي يراعي تطلعات الساكنة والنهوض بالعاصمة العلمية، التي تراجعت مكانتها الاقتصادية على الصعيد الوطني من المرتبة 2 في الثمانينات إلى المرتبة 9 حاليا، الواعي بأهمية الإسراع بإخراج المشاريع المبرمجة على مستوى الصناعي إلى حيز الوجود والعمل على جذب استثمارات جديدة منتجة لفرص الشغل، وتفعيل خطة مندمجة لجعل فاس تسترجع مكانتها اقتصاديا وسياحيا وعلميا، رافعين شعارات هادفة يطالبون من خلالها الناخبين التصويت لفائدة لائحة التغيير وبرنامج حزب الاتحاد الاشتراكي لتحقيق هذا الطموح المبني على الأمل في معالجة كل المشاكل التي لا تزال البلاد تتخبط فيها، وتعزيز اقتصاد المغرب ومكانته وموقعه على المستوى الإقليمي والعربي والإفريقي والدولي. وقد دعا الاتحاديون خلال هذه المسيرة الناخبين إلى حماية المؤسسات المنتخبة من لوبيات المصالح من خلال التوجه إلى مراكز الاقتراع والتصويت بكثافة، والمساهمة في تخليق الحياة الانتخابية ومحاسبة مفسديها، حتى نتمكن جميعا من بناء مغرب الغد. مسيرة مماثلة في نفس اليوم قادها الاتحاديون والمتعاطفون بمنطقة عوينة الحجاج والنرجيس ومنفلوري من أجل رفع الظلم وحماية الشفافية والنزاهة، وتثبيت مبدأ تكافؤ الفرص ونبذ مظاهر الزبونية ومحاصرة الرشوة، منطلقين من قاعدة، أن سياسة القرب، التي ينبني عليها برنامج الحزب القوات الشعبية، هي المشروع الأساسي لتشخيص ورصد المشاكل والتطلعات اليومية والملحة للسكان وحلها دون تماطل أو تسويف، وتحفيز الموارد البشرية للارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للمواطنين، مراهنين في ذات البرنامج على القيام بتحريك المساطر القانونية لمحاسبة المتآمرين والمفسدين والانتهازيين وأعداء الصالح العام بفضل الدستور الجديد. هذا، وقد دعا مرشحو حزب الوردة بفاس عموم السكان إلى التفكير في مستقبل وطنهم ومدينتهم، وأن يتأملوا واقع التردي الذي بلغته الحالة البيئية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والتنموية، وقاد بأبناء المدينة إلى الانحراف، ومن هنا راهن الحزب على الالتزام بالمساهمة الجدية والمسؤولة لتحقيق طموح أبناء العاصمة الروحية للمملكة في رسم برنامج اجتماعي وتربوي يولي الأهمية الأساسية للتنشئة الاجتماعية، من خلال التنسيق المسؤول مع كافة الجهات المختصة ومكونات المجتمع المدني، ومع مصالح التربية الوطنية لغاية تكوين جيل جديد منفتح على الحداثة والعالم الثقافي. وفي تصريح للجريدة، شدد عادل لزعر، مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بدائرة فاس الجنوبية، على أن الإدراك بأبعاد وأهمية المساهمة في تدبير الشأن العام هو مرتكز لانجاز التغيير الذي نبتغيه لبلادنا، مضيفا في هذا الإطار أن هذا التغيير هو طموح برنامج الحزب محليا ووطنيا والمتمثل أساسا في تحسين محيط الحياة والعيش بالنسبة للمواطنين مهما اختلفت مجالاتهم، إلى جانب تيسير شروط العمل بالنسبة للمقاولة والارتقاء بمحيط الإنتاج، ثم التربية القاعدية على قيم الديمقراطية وإبراز مزايا التآزر داخل كل جماعة ترابية، وبالتالي العمل على المساهمة في تحضير الأرضيات الكفيلة بدمقرطة المؤسسات التمثيلية عبر بروز نخب سياسية محلية قادرة على تدبير الشأن الوطني بنزاهة وفعالية.