يبحث فريق الرجاء البيضاوي حاليا عن السبل المثلى لاستعادة تسعة من لاعبيه هاجروا سرا إلى دولة قطر، حيث يدرس مجموعة من الخيارات القانونية، وأولها وضع شكاية ضد مجهول لدى النيابة العامة، وكذا مراسلة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وأيضا الفيفا وكذا الاتحادين الإفريقي والآسيوي لكرة القدم، بالإضافة إلى وزارة الشباب والرياضة فضلا عن دولة قطر، من أجل استرجاع لاعبيه المهجرين سرا، والذين يحتمل جدا أن يلتحقوا بمركز تكوين نادي السد القطري. وحسب مصدر مسؤول، فإن فريق الرجاء البيضاوي عاش أول أمس الاثنين حالة استنفار قصوى بعدما علم بأن خمسة لاعبين جدد اختفوا من مركز التكوين، وهم يوسف عشا، ابن أخ اللاعب الدولي السابق إدريس عشا، وأنور الغوتة وسفيان سعدان، عميد المنتخب الوطني للفتيان، ومحمد بنحليب وامبارك، كما اختفى يوم الأحد لاعبان آخران انضافا إلى الثنائي أنس بودراني وعمر بوطيب، اللذين اختفيا عن الأنظار قبل أسابيع. وكانت إدارة الرجاء البيضاوي قد بعثت في أكتوبر الماضي برسالة إلى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي بادرت بدورها إلى مراسلة كل من الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد القطري للعبة. واعتبر عبد السلام حنات، رئيس فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم، في اتصال هاتفي أن هذه القضية تتجاوز الفريق البيضاوي، و«تهدد السياسة الرياضية للبلاد، التي رصدت أموالا كبرى من أجل تكوين الأبطال واحتضان المواهب، لكن بمثل هذه السلوكات سيتم القضاء على الرياضة الوطنية. فبالأمس القريب هاجرت لاعبات من المنتخب الوطني لكرة القدم إلى الإمارات وحملن قميص منتخبها الوطني، وقبل ذلك «حرك» العديد من العدائين إلى الخليج»، متسائلا في الآن ذاته عن الجدوى من إنشاء مراكز للتكوين، وجعلها شرطا من شروط الانخراط في البطولة الاحترافية مادامت ستفرغ من مواهبها بشكل غير قانوني». وأضاف رئيس الفريق الأخضر، أن الرجاء لا حول له ولا قوة في هذا الأمر، ولا يحق له تجاوز الجامعة لمراسلة الهيآت الدولية الساهرة على كرة القدم، بل ينبغي له المرور عبر قناة الجامعة، التي اتصل فور علمه بالموضوع برئيسها، علي الفاسي الفهري، ووزير الشباب و الرياضة، من أجل إخبارهما بالأمر. وتلقى وعودا بالتدخل المباشر وعلى أعلى مستوى لوقف هذا النزيف، والدفاع عن حقوق الرجاء. وألمح حنات إلى أنه توصل صباح أمس الثلاثاء بمراسلة من الجامعة، تتعهد فيها بمراسلة كل الهيئات الكروية المعنية، وطالبت منه الجامعة وضع شكاية لدى النيابة العامة ضد مجهول حتى تأخذ القضية مجراها القانوني. وأكد حنات أن الإغراءات المالية لا يمكن أن يصمد أمامها أي أحد، «فقد يتصل وسيط ما بأب أحد اللاعبين ويعرض عليه 100 مليون سنتيم، وراتب شهري يفوق 50 ألف درهم للاعب لا يتعدى عمره 17 سنة، فبالتأكيد سيرضخ». وختم الرئيس الرجاوي بالتأكيد على أن الخطر كبير، ويتهدد الرياضة الوطنية في عمومها، الأمر الذي يفرض حماية قانونية لحقوق الأندية، رغم أن فريقه مرتبط مع هؤلاء اللاعبين بعقود تكوين، فضلا عن عقود أخرى مع أولياء أمورهم. وأجمعت مصادرنا على أن هذا النزيف طال أجود اللاعبين بمركز التكوين، وبالتالي فهي خسارة كبرى للرجاء وكرة القدم الوطنية. للإشارة، فإن مركز التكوين داخل فريق الرجاء البيضاوي يضم 30 لاعبا، ويكلف خزينته سنويا 100 مليون سنتيم. مما يعني أن اللاعبين التسعة يصرف عليهم الرجاء كل سنة حوالي 32 مليون سنتيم. يذكر أن فريق الوداد البيضاوي هو الآخر غادره أربعة لاعبين ينتمون لمدرسة كرة القدم في اتجاه دولة قطر، غير أن مسؤولا وداديا أكد أن الفريق الأحمر ارتكب خطأ مباشرا في العملية، ذلك أنه مع مجيء المدير التقني السابق عبد الرحمان السليماني، تم الاستغناء عن هؤلاء اللاعبين الأربعة، ليتفاجأ الجميع ب«حريكهم» إلى قطر.