اعتبر فتح الله ولعلو، نائب الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن «الاتحاد يجد نفسه اليوم في وضعية سياسية وتنظيمية مريحة تتطابق كلية مع توجهاتنا النضالية والتاريخية» . ولعلو زاد قائلا وهو يتحدث في برنامج «موعد مع الانتخابات» الذي يعده الزميل جامع گلحسن، أن المغرب استطاع إيجاد الجواب الذكي على هذا الحراك الذي يخترق المنطقة العربية من الماء إلى الماء، والاتحاد الاشتراكي كفاعل أساسي في الحياة السياسية والنضالية انخرط في هذا الحراك بدون عقدة، بل وجد نفسه فيه.. لسبب بسيط .. أن الخطوط الكبرى والشعارات المرفوعة تماهت وتتماهى مع الخلفية السياسية التي ظل الاتحاد الاشتراكي ينتصر لها، عبر دعم السؤال الديمقراطي والثقافة الحقوقية والحرية المسؤولة والحضارية ودولة القانون التي تحترم المؤسسات الدستورية ووظائفها. ولعلو، بهدوئه المعتاد وبرصانة فكرية لا تضيعها العين اللاقطة.. حاول الإجابة والإحاطة بمجموعة من الأسئلة التي تؤرق الفاعل الإعلامي والمواطن والملاحظ الموضوعي، منها مثلا أن الاتحاديين دقوا الناقوس انطلاقا من 2002، حينما تم الخروج عما سميناه بالمنهجية الديمقراطية وما تلى ذلك من تراجعات لاحظها الخارج والداخل إلى أن وصلنا إلى إفراغ الممارسة السياسية من مضمونها النبيل والأخلاقي، وتراجع شحنة المصداقية بشكل كبير لدى الفاعلين في الحقل السياسي الوطني. تحاليلنا في حزب الاتحاد الاشتراكي ظلت وفية لخطاطات واضحة في قراءة «الاستراتيجيات» السياسية البديلة، ولم تكن مجانبة للصواب. بل اعتبرنا أن العودة إلى الإصلاح الدستوري والحديث عن حياة دستورية جديدة هو تأكيد لصوابية تحليلنا في مؤتمراتنا الأخيرة. وحول التشريعيات التي نقف على بابها.. قال فتح الله إن الاتحاد سينخرط في هذه الانتخابات مستحضرا مصلحة البلاد لإنجاح رهانها الذي يستهدف وضع المغرب على سكة توجه نهائي لبناء قواعد ديمقراطية حقيقية تقطع مع الضبابية والتراجعات التي سجلت في السنوات القليلة الأخيرة. والاتحاد الاشتراكي يراهن على خروج المغاربة إلى صناديق الاقتراع وسيحترم إرادة الشعب المغربي في من يريده معارضة ومن يبتغيه في الحكومة. ولا عقدة بالمطلق إذا خرج الاتحاديون إلى المعارضة.. - يقول فتح الله - لأن الاتحاد الاشتراكي يعتز بمرحلة المعارضة أيام النضال والظروف الصعبة، كما يعتز بمرحلة الإصلاحات والمشاركة في تدبير الشأن العام زمن حكومة التناوب التوافقي في نهاية التسعينيات، والتي أدت تجربتها إلى إحداث تغييرات جوهرية لو حوفظ على مسارها التصاعدي....!!!. وهنا أدى الاتحاد لوحده فاتورة مرتفعة أكثر من كل الأحزاب . نائب الكاتب الأول اعتبر أيضا أن 2011 سنة تاريخية بامتياز، فيها كان للمغرب موعد مع التاريخ تماما كما وقع في بداية التسعينيات إبان تأسيس الكتلة الديمقراطية وتحقيق المغرب الرسمي والسياسي لانفراج حقيقي بين الفاعل المركزي في النظام وأحزاب الحركة الوطنية في سياق كان وقتها مرتبطا بالأحداث الجيوسياسية التي مست العالم الغربي وسقوط جدار برلين ونهاية الحرب الباردة، هنا في هذه السنة (يقصد 2011) خرجت الكتلة مرة أخرى وبحدس وحس سياسي لتحبير موعد مع المستقبل في عالم يتغير ويعيش أزمة مالية حقيقية، خصوصا في الشمال الأوروبي الذي يهمنا نحن.. وهنا تحدث ولعلو بمنطق الخبير الاقتصادي ورؤيته العلمية المتبولة بالتجربة السياسية وعمق التحليل، منتقدا تشابه البرامج المعروضة والخالية من أي تدقيق في الوعود الانتخابية والتي لا تنتبه إلى حجم الواقع وتدبير الممكن. وعدم ربط البرامج بالهوية والخلفية الحزبية، وذاك أمر بات غير مقبول اليوم في محيطنا المحلي المغربي.. خصوصا إذا لم ينتبه واضعو تلك البرامج إلى الأزمة العالمية التي ستدوم على الأقل خمس سنوات المقبلة. ولم يفت القيادي الاتحادي التذكير في هذا البرنامج الذي يذاع مباشرة على الهواء أن التعليم قضية مجتمعية تهم الدولة والأسر، وأن مشكله يتراوح بين الكمي والكيفي وضرورة ربطه بالمقاولة وفهم رجال الأعمال للعلاقة الجديدة والدور الذي يجب أن يلعبوه في هذا المجال. فتح الله ولعلو ختم تدخله بالتشديد على عدم ترك الملعب فارغا في الانتخابات التي تفصلنا عن حملتها الانتخابية بضع ساعات، أي العزوف وترك عرابي الفساد والمفسدين يتحركون بحرية، إذ لابد أن يدخل الديمقراطيون والواعون والطبقة المتوسطة إلى معمعان السياسة والانتخابات لمحاربة العدمية والفساد والماضوية.. فذاك من شروط تطبيق الدستور والتأويل الديمقراطي له وحماية الانتقال المغربي وتمنيع البيت المغربي والمغاربي في علاقته بالأورومتوسطي. هذا البرنامج استضاف أيضا قيادات سياسية لبعض الأحزاب، نزار البركة من حزب الاستقلال، سعد الدين العثماني من حزب العدالة والتنمية، حكيم بن شماش عن حزب الأصالة والمعاصرة، غاية الجميع تطارح الأفكار والدفاع عن رؤية كل طرف في القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تحظى براهنيتها اليوم.