أعلنت وزيرة الخارجية الإسبانية ، ترينيداد خيمينيث ، من الرباط، أن مدريد طالبت الأممالمتحدة بإيفاد لجنة إلى مخيمات تندوف ، حيث تم ليلة السبت اختطاف متطوعين إسبانيين ومتطوعة إيطالية ، وذلك من أجل تقييم الوضع الأمني هناك ، وإعداد تقرير حول الموضوع ، قبل اتخاذ قرار حول سحب حوالي50 عنصرا من المتطوعين الإسبان بالمخيمات. جاء ذلك خلال ندوة صحافية الثلاثاء مع نظيرها المغربي ، على هامش الزيارة التي قامت بها إلى بلادنا. وقد شكل موضوع اختطاف ثلاثة متطوعين غربيين من داخل مخيمات تندوف ، موضوع مباحثات بين رئيسة الدبلوماسية الإسبانية والمسؤولين المغاربة، وهو ما أكدته خلال الندوة الصحافية، مشيرة إلى أن هناك اتصالات قائمة مع عدد من دول المنطقة ، من بينها المغرب ، من أجل العمل على تحرير الرهائن الغربيين . وبرأي عدد من المراقبين، فإن طلب إسبانيا إيفاد بعثة تابعة للأمم المتحدة إلى تندوف ، من المفوضية السامية للاجئين ، لن يحظى بقبول الجزائر التي ترفض منذ مدة دخول المفوضية للمخيمات والقيام بإحصاء اللاجئين ومعرفة موقفهم من استمرار احتجازهم منذ أزيد من ثلاثة عقود . وفي هذا الإطار تساءل الفاسي الفهري ، عن القانون الذي يسري في المخيمات التي تعتبر من المناطق الأكثر تسلحا في المنطقة ، مؤكدا على مسؤولية الجزائر الثابتة في اختطاف المتطوعين الغربيين. وحسب مصادر المنتدى، « كان الأوربيون موضوع الاختطاف، معروفين بصرامتهم في ما يتعلق بالتأكد من مسار المساعدات الإنسانية وإيصالها إلى أصحابها، ولهذا بادرت الجبهة إلى طمر صوتهم بأسلوب إرهابي يتنافى وكل الأخلاق الإنسانية.» من جهتها اعتبرت «إيل باييس» الاسبانية أن المتطوعين الغربيين قد يكون تم نقلهم إلى شمال مالي ليلة الاثنين الثلاثاء في منطقة يسيطر عليها أتباع الجزائري « مختار بلمختار» ،القيادي بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي ، مشددة على أن المعطيات الحالية تؤكد أن عملية الاختطاف قامت بها عناصر من جهاز الأمن التابع للبوليساريو وتتكلم اللهجة الحسانية ، مما مكنها من تجاوز نقط المراقبة الجزائرية،غير أن منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف، ذكر في بيان توصلت الجريدة بنسخة منه أن معلومات من مصادر موثوقة من داخل المخيمات جنوبالجزائر، تفيد أن المختطفين الغربيين كانوا بصدد التحقيق في اختلاسات تهم المساعدات الإنسانية، حيث اكتشفوا بأن كميات كبيرة من المواد الأساسية لا تصل إلى المخيمات رغم وجود أوراق رسمية تثبت توزيعها على مستحقيها. ورجح المنتدى أن تكون البوليساريو قد لجأت إلى إخفاء الرهائن أقصى جنوبالجزائر، بتواطؤ مع شبكات من المجرمين ومهربي المخدرات الناشطين بمنطقة الساحل، ثم إطلاق سراحهم في ما بعد لتلميع صورة البوليساريو وإظهار المستوى الأمني بالمنطقة تحت إشراف ميليشياتها. ومما يؤكد هذه الشكوك ، يضيف البيان ، أن الحادث لم تتبناه إلى حد الآن أية جهة، ولم يتطرق إليه أي موقع من المواقع الموالية للمنظمات الإرهابية المعروفة بالمنطقة.