انطلقت مساء أمس الأربعاء، فعاليات الدورة الثالثة من المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بمدينة خريبكة، على إيقاع إصرار نخبة من فعاليات المجتمع المدني الذين يمثلون مختلف أطياف سكان المدينة والإقليم، وذلك لجعل هذه التظاهرة السينمائية العالمية، محطة دولية للحوار والتواصل، ورافدا أساسيا من روافد التنمية. إن المهرجان الدولي الذي يستضيف 11 دولة من مختلف أنحاء العالم، ومنها ايطاليا كضيف شرف، يعيش نوعا من العزلة الممهنجة من قبل عدد من الجهات من أجل محاولة إقباره..، وذلك بإغلاق صنبور الدعم المالي الموجه إليه، وفي وقت يعطى فيه الدعم، لتظاهرات ومهرجانات أخرى، وعلى رأس الجهات المسؤولة التي من واجبها دعم هذه التجربة التي رفعت رأس المدينة عاليا، وبخاصة على مستوى الإشعاعي والإعلامي. فماهية الأسباب الحقيقية، وراء عدم تكمين المهرجان من دعم مستحق، في وقت يقوم فيه المهرجان بمبادرات حقيقية، تتوخى التعريف بالمدينة والإقليم عالميا، وخلق مزيد من التواصل، وكسب رهانات متنوعة عدة. ان مثل هذه الجهات وجهات أخرى عليها دعم المهرجان، وذلك في إطار رهانات العهد الجديد، وقيم الجهوية الموسعة، ومضامين الدستور الجديد، لجعل فعاليات المجتمع المدني، والقطاع الثقافي مشاركا حقيقيا ورافد أساسيا في التنمية الثقافة.. ذلك لأن الاهتمام بضيوف المهرجان الذي يقدرون بأزيد من 100 ضيف من داخل وخارج المغرب، يتطلب إمكانيات مالية مهمة، وبخاصة ما يتعلق بالإيواء والتغذية والنقل وما إلى ذلك، الأمر الذي يقوض السير الطبيعي للمهرجان، ومن ثمة حري بتلك الجهات، النظر إلى المهرجان بعين الرحمة والموضوعية، ودعمه وتمكنيه من دعم مالي معقول، بدل تركه يغرق في الديون والهموم. يشار إلى أن البلدان المعنية في المشاركة في هذا المهرجان الدولي الكبير الذي سيكرم عبد الرزاق لحرش من المغرب، ونبيل العتيبي من قطر، هي ايطاليا بلجيكا وإسبانيا وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدةالأمريكيةفلسطين وتونس ومصر والجزائر، ثم البلد المنظم المغرب، الذين سيتبارون للفوز بجوائز المهرجان وارفعها الجائزة الكبرى، فضلا عن جائزة لجنة التحكيم، وجائزة الإخراج، وجائزة النقد، وجائزة الجمهور، وجائزة المؤسسة التربوية. وتتكون لجنة التحكيم لهذه الدورة، التي يرأسها المخرج نبيل العتيبي رئيس قسم الإنتاج بالجزيرة الوثائقية بقطر، الناقد المغربي سعيد يقطين والصحفية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة فاطمة يهدي والمخرجة الإيطالية جيوفانا تافياني والمخرج الجزائري عبد المالك لكون، فضلا عن الناقد والجامعي يوسف آيت همو والناقد الإعلامي أحمد سجلماسي ورئيس جمعية النقاد السينمائيين بالمغرب خليل الدامون. وتشتمل فقرات برنامج هذه التظاهرة الفنية والثقافية، التي تقام بدعم من المركز السينمائي المغربي والمجمع الشريف للفوسفاط والمعهد الوطني للتهيئة والعمران والمركز الثقافي الإيطالي، أنشطة خصبة منها ندوة فكرية حول موضوع «الهجرة في الفيلم الوثائقي». إضافة إلى تنظيم مسابقة لأحسن فيلم وثائقي مفتوحة في وجه المخرجين الهواة الشباب بالمدينة ونواحيها. كما سيتم بالمناسبة، تنظيم أمسية شعرية معرضين تشكيلين، وعرض أشرطة وثائقية بعدد من المؤسسات التعليمية، إضافة إلى عرض شريطين وثائقيين ضمن بانوراما المهرجان بساحة المجاهدين، وهما«تاريخ مقاومة .. وكفاح امرأة» للمخرج المغربي عبد العزيز العطار. و«كل ما أريد» للمخرجة الأمريكية ميشال ميدينا. وكانت فعاليات الدورة الثانية من المهرجان، قد توجت فيلم« أبو القاسم الشابي» لمخرجته التونسية هاجر بن نصر بالجائزة الكبرى، كما فازت نفس المخرجة بجائزة النقد عن نفس الفيلم.