لم يكن سكان و مستخدمو ضيعة العلمي الكائنة بدوار الشياحنة بجماعة بوزنيقة، ينتظرون أن تنقلب حياتهم فجأة رأسا على عقب و يصبح مصيرهم و مستقبلهم مهددا بالضياع و التشرد. فحسب الشكاية التي توصلت بها « الاتحاد الاشتراكي» و المذيلة بتوقيعات المتضررين (30 توقيعا)، فإن المشتكين فوجئوا مؤخرا بتهديدهم بالطرد من العمل و من السكن بالضيعة من طرف مدير شركة « ليل المغربية الفلاحية» المستغلة لضيعة العلمي المشار إليها والتي تبلغ مساحتها حوالي 1000 هكتار، علما ، تضيف الشكاية، بأن المتضررين كانوا يقطنون بها منذ فترة الاستعمار ويعملون لدى مالكيها كمستخدمين رسميين و موسميين في بعض الأنشطة المرتبطة بالميدان الفلاحي كزراعة الحبوب وتربية المواشي، حيث تم تبليغهم خلال فصل الصيف الأخير بأنهم أصبحوا غير مرغوب فيهم و عليهم أن يغادروا الضيعة فورا و إلا سيكون مصير مساكنهم هو الهدم ، مما اعتبره المشتكون «طردا تعسفيا و إجهازا على حقوق و مستحقات العمال الذين قضوا ما بين 20 و60 سنة يكدون و يعملون بتفان وإخلاص بالضيعة و ساهموا بشكل كبير في تنمية و تطوير مواردها». إلا أن ما زاد من تخوفاتهم و توجساتهم على مستقبلهم هو إقدام المدير مؤخرا على اللجوء إلى بعض الأساليب للتخلص منهم ، حيث فوجئوا بقدوم أعوان التنفيذ إلى الضيعة و مطالبتهم بمغادرة وإفراغ الضيعة دون سابق إعلام لكونهم لم يتوصلوا بأي استدعاء يفيد بأن المعني بالأمر قد تقدم لدى المحكمة الابتدائية بدعوى قضائية ضدهم حتى يتسنى لهم الدفاع عن أنفسهم و عن حقوقهم التي يحاول المشتكي هضمها ومصادرتها، ولم يكتف هذا الأخير بذلك، بل أجبر أحد العمال على التوقيع على محضر الإفراغ بباشوية بوزنيقة تحت التهديد بغرامة مالية أو السجن مما اضطر المتضررين إلى توجيه شكايات في الموضوع إلى كل من عامل الإقليم و باشا بوزنيقة و كذلك إلى مؤسسة الوسيط و أيضا تقديم شكاية لدى المحكمة الابتدائية ببنسليمان، و ذلك من أجل حماية حقوقهم التي يحاول مدير الشركة الإجهاز عليها باستعمال شتى الطرق و الأساليب التهديدية و لإرغام المستخدمين على الاستسلام و الرضوخ للأمر الواقع ، و كذا حماية حوالي 30 أسرة قاطنة بالضيعة من التشرد و الضياع بعد الضغوطات القوية و التهديدات المستمرة التي أصبحت تتعرض لها في كل وقت و حين قصد إجبارها على المغادرة و إفراغ المساكن الموجودة بالضيعة من العمال التي كانوا يقطنون بها منذ ما يزيد عن 40 سنة. إن مستخدمي الضيعة يطالبون الجهات المسؤولة والمعنية بالتدخل لإيجاد حل لمشكلهم و العمل على حماية حقوقهم و مستحقاتهم طبقا للقانون وكذا حمايتهم من التشرد و الضياع . بوشعيب الحرفوي