فجرت قضية اعتقال الرئيس التجمعي الحسين بو الرحيم، صراعا حادا داخل المكتب التنفيذي للتجمع الوطني للأحرار، بعد أن احتد النقاش في اجتماع الحزب مساء يوم الاثنين 17أكتوبر2011،حول البيان الذي نشر على الصحفة الأولى لجريدة «الشروق» ليوم الاثنين الماضي، والمعنون بما يلي: «الأحرار ينتقدون استغلال أحزاب منافسة لملف «مختطف «تارودانت» لتشويه صورة الحزب لدى الرأي العام». ومرد هذا الصراع هو أن البيان الذي نسب إلى المكتب التنفيذي، لم يصدره المكتب ولم يكن في علمه حتى فوجئ بنشره بجريدة «الشروق» الموالية للحزب، مما فجر غضب أعضاء المكتب التنفيذي. هذا و اتهم لحسن بيجديكَن كلا من بودلال وبن الطالب بضلوعهما في كتابة هذا البيان الذي حاول تبرئة ساحة رئيس الجماعة القروية بتينزرت بإقليم تارودانت من التهمة المنسوبة إليه. وبلغ النقاش أشده إلى درجة نشوء عراك بين بيجديكَن وبن الطالب، مما اضطر معه رئيس الحزب مزوار إلى مغادرة الاجتماع، احتجاجا على الملاسنات التي اشتدت بين الطرفين، كما احتج عزيز أخنوش على هذا البيان الذي زجّ بالتجمعيين في أمور لا تعنيهم مادام ملف بو الرحيم بيد القضاء، وفضل اخنوش ألا ينشر أي شيء الآن في انتظار ما سيسفر عنه القضاء من تحقيقات وأحكام لمعرفة ما إذا كان الحسين بو الرحيم بريئا بالفعل أم متهما ومتورطا في عملية اختطاف واحتجاز أستاذ التربية الإسلامية لمدة خمس سنوات. وهكذا خلق البيان المنشور، والمنسوب إلى حزب التجمع الوطني للأحرار، توترا حادا بين أعضاء المكتب التنفيذي بعدما فوجئت أغلبية الأعضاء بنشره وهي لا تعلم به، وأنها لم تجتمع قبل يوم الاثنين 17أكتوبر2011حتى تقرر فيه، عكس ما جاء في البيان/القنبلة التي فجرت الصراع الخفي في قضية الرئيس التجمعي المعتقل والمتهم بالاختطاف والاحتجاز، وأبانت عن وجهات نظر مختلفة بخصوص براءة الرئيس التجمعي الحسين بو الرحيم. هذا وجاء في «الشروق» أن حزب الأحرار يعتبر من خلال المعطيات المتوفرة لديه أن «العملية مفبركة من أولها إلى أخرها وتبعد أية شبهة عن رئيس جماعة تينزرت لحد الساعة». وأضافت(نقلا عن البيان) أن قيادة الحزب مقتنعة ب»براءة» رئيس الجماعة القروية الحسين بو الرحيم، وهذا الكلام هو ما أغضب لحسن بيجديكَن التجمعي المتعاطف مع عائلة الضحية، حيث أفرغ جام غضبه في اجتماع المكتب التنفيذي على بودلال وبن الطالب اللذين اتهمهما بضلوعهما في كتابة البيان دون علم المكتب التنفيذي. وما يثبت هذا الاختلاف البيّن أيضا هو أن عزيز ناصر شقيق الضحية، احتج هو الآخر على ما جاء في البيان ذاته لدى عزيز أخنوش، لكن هذا الأخير حاول تطويق الخلاف بين مكونات المكتب التنفيذي حتى لا يؤدي ذلك إلى انشقاق داخل الحزب، وخاصة بجهة سوس ماسة درعة بسبب قضية بو الرحيم، بعدما تبين أن أطرافا تسانده وأخرى تحاول أن تتبرأ منه، ومن هؤلاء عزيز ناصر(شقيق الضحية)ولحسن بيجديكَن الذي استغل الفرصة لتصفية حساباته السياسية مع خصومه التجمعيين بالجهة بأولوز وأولاد تايمة.