تعيش فرنسا اليوم أطوار محاكمة معلوماتية الأكثر تعقيدا في تاريخ القضاء الفرنسي، لتنوع أطرافها وتباعدهم جغرافيا وموضوعاتيا. إن المتهم الرئيسي في قضية التجسس المعلوماتي هاته طرفان: المنتج الأول للكهرباء والغاز الطبيعي في فرنسا «أو. دي. إف»، المتهم بقرصنة حواسيب المنظمة العالمية ««السلام الأخضر»»، والدراج الامريكي فلويد لانديس، الذي تم إقصاؤه من دورة طواف فرنسا لسنة 2006، المتهم بقرصنة ملفات للمختبر الوطني الفرنسي لمكافحة المنشطات. وقد مثل أمس الاثنين أمام المحكمة الجنحية بمدينة نانتير، مؤسسة «أو.دي.إف»، وإثنان من مسؤوليها السابقين عن الأمن، وعسكري سابق وعنصر سابق من الاستخبارات الخارجية الفرنسية، بالإضافة إلى الدراج الأمريكي ومدربه آرني بيكر. غير أن المثير في القضية أن القاسم المشترك بين الملفين «الاقتصادي البيئي» و «الرياضي» هو ألان كيروس، وهو مواطن فرنسي في عقده الرابع يقيم بالمغرب ، وهو المتهم بالقرصنة المعلوماتية والتمكن عبر برنامج للتجسس من الحصول على آلاف الملفات السرية بمقابل مالي لصالح كل من مؤسسة «أو.دي.إف» والدراج الأمريكي، فلويد لانديس. وقدم تبين أن حاسوب ألان كيروس يتضمن كما كبيرا من الملفات تبين عملية التجسس على منظمة حماية البيئة ««السلام الأخضر» «من قبل مؤسسة انتاج وتوزيع الكهرباء والغاز الطبيعي في فرنسا «أو. دي. إف»، والمختبر الوطني الفرنسي لمكافحة المنشطات، وأيضا ملفات تتعلق بمساهمين صغار ب«فيفندي». وبعد ثلاث سنوات من التحقيق، اعتبر قاضي التحقيق الفرنسي توماس كازيتو، أن مؤسسة انتاج وتوزيع الكهرباء والغاز الطبيعي في فرنسا «أو. دي. إف» سبق وطلبت سنة 2006 من مكتب «كارغوس»، المتخصص في الاستخبارات الاقتصادية، اختراق حاسوب المدير السابق لمنظمة «السلام الأخضر»، يانيك جادو، لمعرفة برنامج حملات المنظمة. وقد بدأت القصة هذه بقضية سنة 2006 عند تقدم المختبر الوطني لمكافحة المنشطات بشكاية لدى السلطات القضائية الفرنسية يتهم فيها مجهولين باختراق نظمه المعلوماتية.