سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشاب المتهم ب«تهديد» السفارة الأمريكية يتبرأ من تصريحاته ويتهم مجهولين ب«اختراق» بريده دفاعه يطعن في محاضر الشرطة والديبلوماسية الأمريكية تغيب عن المحاكمة
فاجأ الشاب «كمال.ب» هيئة المحكمة الابتدائية، زوال أول أمس الثلاثاء، ب«تبرئه» من تصريحات نسبت إليه في محاضر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، أشار فيها إلى أنه أرسل ما يقرب من 14 رسالة إلكترونية غاضبة إلى كل من السفارة الأمريكية والسفارة الفرنسية بالرباط، وإلى مدير تحرير جريدة «الاتحاد الاشتراكي». ورجح، وهو يقف أمام هيئة المحكمة، أن تكون جهات اخترقت علبته الإلكترونية، وأرسلت هذه الرسائل الإلكترونية «الغاضبة» منها. واستحضر محاميه جواد الكناوي واقعة اختراق علبته الإلكترونية، في السابق، حيث توصلت خطيبته، التي تقيم بهولندا برسالة إلكترونية من علبته يخبرها فيها مجهول بأن الشاب غير مؤهل لأن يتحمل أعباء الزواج منها، مما تسبب في إفشال زواجهما. وطالب المحامي باستبعاد ما تضمنته محاضر الشرطة من أقوال منسوبة إلى هذا الشاب، الذي اعتقل من قبل عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، وتم التحقيق معه قبل إحالته، في حالة اعتقال، على المحكمة الابتدائية بفاس. وتحدث المحامي عن «اختطاف» تعرض له الشاب وتجاوز الفترة القانونية لوضعه تحت الحراسة النظرية و«انتزاع» اعترافات منه «تحت الإكراه». وحجزت المحكمة الملف للمداولة والنطق بالحكم اليوم الخميس، دون أن يسجل أي حضور لممثلين عن الديبلوماسية الأمريكية والفرنسية. ولم يحضر الصحفي الاتحادي عبد الحميد جماهيري، الذي توصل بإحدى هذه الرسائل «الغاضبة»، في ملف ينوب في الدفاع عن المتهم المحامي الاتحادي جواد الكناوي، عضو الكتابة الإقليمية للحزب بمدينة فاس، الذي تحدث في دفاعه عن خرق «صارخ» لبعض مضامين الإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقية مناهضة التعذيب أثناء اعتقال الشاب «كمال.ب» والتحقيق معه. وقد دافع عن براءة الشاب الذي يبلغ من العمر 27 سنة، والذي يشتغل مسؤولا تجاريا في شركة خاصة بالمدينة. وقال المحامي الكناوي، وهو يدافع عن موكله، إن الديبلوماسية المغربية في عدد من الدول، وخصوصا في الولاياتالمتحدةالأمريكية، تتوصل بسيل من الرسائل التي تتضمن السب والشتم، دون أن تقوم السلطات في بلدان «الاستقبال» بمثل ما قامت به السلطات المغربية في متابعة هذا الشاب. وطبقا لمحاضر الشرطة، فقد تم اعتقال «كمال.ب» يوم 29 دجنبر الماضي، قبل أن تتم إحالته على المكتب الوطني لمكافحة الإرهاب، التابع للفرقة الوطنية للشرطة القضائية، الذي أحاله بدوره على المحكمة الابتدائية بعد انتهاء التحقيقات معه. وقد تم التدخل لاعتقاله دون أن تمضي على آخر رسالة إلكترونية بعثت من علبته الإلكترونية إلى مسؤول السفارة الفرنسية سوى 15 يوما. وتتحدث هذه الرسالة، بصيغة الجمع، عن توفره على «معلومات عن مخطط إرهابي» يستهدف مصالح فرنسا في النيجر ودجيبوتي، و«خاصة في المغرب». كما لم تمض على آخر رسالة وجهت من العلبة نفسها إلى مسؤول السفارة الأمريكية بالرباط سوى 19 يوما، ضمنها انتقاداته ل«السياسة التقتيلية» التي تنهجها الولاياتالمتحدةالأمريكية بالعراق، وتدخلها في الشؤون الداخلية لباقي بلدان العالم. وأشار مصدر أمني إلى أن اعتقال هذا الشاب تم بناء على معلومات تفيد بأنه يستغل شبكة الإنترنت من أجل بعث رسائل تحمل عبارات تهديد لشخصيات وجهات أجنبية، ويخبرها بأنه يتوفر على معلومات حول «مخطط إرهابي» يستهدف مصالحها بالمغرب. ونفى الشاب «ك.ب»، خلال جميع أطوار التحقيق معه توفره على أي معلومات حول أي «مخطط إرهابي» يستهدف مصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية بالمغرب. وقال في أحد محاضر الاستماع إليه -والتي تم الطعن فيها من قبل محاميه- إنه أقدم على توجيه عبارات السب والشتم في حق مسؤول السفارة الأمريكية بالرباط «بدافع الحقد والانتقام من السلطات الأمنية الأمريكية»، بعد شكوك راودته بأنها كانت السبب في فشل مشروع زواجه من ابنة عمه المقيمة بهولاندا. وشك هذا الشاب الذي سبق له أن كان لاعبا في نادي المغرب الرياضي الفاسي لكرة السلة لمدة تقارب7 سنوات واشتغل «ديدجي» موسيقى بالمدينة، في أن تكون السلطات الأمريكية قد استعملت عنوانه الإلكتروني في بعث رسالة إلكترونية تشير إلى أنه غير قادر على تحمل الأعباء والمسؤولية الزوجية. وقرأ في «إفشال» أمريكا لزواجه من ابنة عمه كرد فعل منها على قيامه في غضون سنة 2007 على إطلاق برامج معلوماتية على الأنترنت تتضمن طرق قرصنة العناوين الإلكترونية والفيروسات. وهو ما دفع الشاب حسب قراءته لتطور الأحداث «ك.ب» أن ينتقم بطريقته الخاصة من السلطات الأمنية الأمريكية. وحكى للمحققين بأنه قام في غضون سنة 2008 بإحداث عنوان إلكتروني بعث منه انطلاقا من أواسط سنة 2009 برسائل إلكترونية تتضمن تهديدات موجهة لشخصيات ديبلوماسية، منها مسؤولون بالسفارة الأمريكية والفرنسية.