أسدل الستار مساء يوم السبت على فعاليات المهرجان المتوسطي للفيلم القصير بتتويج الفيلم التركي «دراجة» لمخرجه سرحان كراسلان بالجائزة الكبرى للمهرجان. أحداث الفيلم تحكي عن الطفل «فرات» الذي يعيش مع والده بجمع القمامات. امتلاك دراجة هو الحلم الكبير الذي يراوده. ذات يوم وبقلب النفايات يجد دراجة لكن بعجلة واحدة حيث سيقرر ركوبها رغم ذلك. البعد الإنساني والأخلاقي الذي ميز الفيلم جعلت منه مرجعا واقعيا للعلاقات الاجتماعية وبعدها التضامني حيث جل الأحداث تنمي حس التكافل والتأخي بين مكونات المجتمع. الجائزة الخاصة للجنة التحكيم عادت للفيلم المغربي «الطريق الى الجنة» لهدى بنيامنة وجائزة أحسن إخراج للفيلم البوسني «نقيض» لمخرجه George Grigorakis، أما جائزة أحسن سيناريو فكانت من نصيب الفيلم الاسباني «بلباس رسمي» لمخرجته Irene Zoe Almeda . أما جائزة الشباب فكانت للفيلم الايطالي «مسارات غير مرئية» لمخرجه Luc Walpoth. تنويه اللجنة الخاص جاءت على التوالي للفيلم الاسباني «Te Vas » و الفيلم اليوناني «Farewell anestis3»، أما أحسن دور رجالي فعاد للفنان المغربي المقتدر محمد الخلفي لفيلم«"أمواج الزمن»، فيما أحسن دور نسائي فعاد للمثلة التونسية صوند بلحسن في فيلم "موجة". مهرجان طنجة للفيلم القصير المتوسطي والذي انطلق بداية الأسبوع الماضي جعل من عروسة الشمال قبلة لتلاقح الحوار الثقافي والتعددية الفنية حيث وحدتها اللغة السينمائية والحس الانساني خدمة للقيم الكونية. الدورة التاسعة لمهرجان طنجة فرصة أخرى لإنارة دول الضفتين عن دلالة الصورة، الخطاب، التقنية في المعالجة السينمائية لمجموعة من العروض حيث كان الإجماع على محاسن الدورة من خلال التنظيم، البرمجة ، الأنشطة الموازية، الندوات والعمق الفني للحصيلة الاجمالية لهذا المهرجان. المهرجان المنظم من قبل المركز السينمائي المغربي يعرف مشاركة 55 فيلما من 20 دولة متوسطية. كل هاته الأفلام جميعها أنتجت ما بين 2010 و2011 تتبارى على الجوائز الثلاث «الجائزة الكبرى» و«جائزة لجنة التحكيم وجائزة السيناريو، إضافة الى جائزة الشباب والتي سيتم تحديدها من قبل لجنة المخرجين الشباب المشاركين في إطار أفلام المدارس. لجنة التحكيم والتي ترأسها الناقد ورئيس الجمعية المغربية للدراسات السينمائية AMEC محمد باكريم أكد للاتحاد الاشتراكي أن اللجنة عرفت نقاشات مطولة و جادة لاختيار فيلم الدورة و الجوائز الموازية و أن الاختيار انصب على الاتفاق الاجماع حيث المعايير الفنية والجمالية هي الفاصل في وضع الثقة في أي منتوج سينمائي. الحضور المكثف للجمهور ومختلف الفاعلين السينمائيين من المغرب وخارجه زاد من حرارة الدورة على اعتبار أهمية الحدث وقيمة المهرجان اضافة الى صيته الدولي. منظمو الدورة جعلوا من طنجة البوغاز قبلة للحوار الثقافي ببعده الانساني والحضاري وملتقى الفن السينمائي بنبرة الفيلم القصير وسيميائية البعد البصري لأحاسيس عميقة تخالج مخيلة، عالم وتركيبة ناطقة لخطاب دال وبمرجعيات تختلف باختلاف فضاءاتها السوسيو ثقافية.