تمت في إطار المسابقة الرسمية للدورة التاسعة لمهرجان الفيلم القصير المتوسطي بطنجة مشاهدة 55 فيلما قصيرا تنتمي لعشرين بلدا متوسطيا،و التي اتسمت بتنوع المواضيع و الاختلاف في أساليب تناولها، و قد تكونت لجنة التحكيم التي ترأسها الناقد السينمائي المغربي محمد باكريم من المخرجة و المنتجة الجزائرية يامنة بشير الشويخ،والصحفية و الناقدة السينمائية فيكي حبيب، و الممثلة المغربية السعدية لاديب، و المنتج السينمائي الفرنسي إيمانويل بريفو، و المخرج السينمائي الإفواري كيتيا توري، و المخرج المغربي جمال بلمجدوب. كانت النتائج التي توصلت إليها هذه اللجنة و التي أعلنت عنها مساء أول أمس في حفل الاختتام منطقية في مجملها بالرغم من وجود أفلام أخرى كانت تستحق التتويج،وكانت أكثر جودة و إقناعا من بعض الأفلام الفائزة، و قد منحت تنويهين خاصين للممثل المغربي المقتدر محمد الخلفي عن أدائه الجيد في فيلم «أمواج الزمن» لعلي بنجلون، و للممثلة التونسية سندس بلحسن عن دورها في الفيلم التونسي «موجة»، و تنويهين آخرين للفيلم اليوناني «وداعا آنيستيس» و الفيلم الإسباني «هل سترحل؟» ، و منحت اللجنة جائزة السيناريو لفيلم إسباني آخر يحمل عنوان «بلباس رسمي»، و جائزة الإخراج، التي أحدثت لأول مرة في هذا المهرجان، لفيلم «نقيض» من البوسنة. المغرب لم يخرج في هذه الدورة خاوي الوفاض، بل نال عطف و رضى هذه اللجنة التي ارتأت حسب اقتناعها أن تهدي الجائزة الخاصة بها للفيلم المغربي «الطريق إلى الجنة» للمخرجة المغربية هدى بنيامينة المقيمة بفلرنسا، و فاز الفيلم التركي «دراجة» للمخرج الشاب إسرحات كراسلان عن جدارة و استحقاق بالجائزة الكبرى لهذه الدورة التاسعة ، و هو فيلم ممتع و جيد معبر بالصورة بدون حوار، تدور أحداثه في طقس بارد و ثلجي، حول طفل ينتمي لأسرة معوزة كان يحلم بامتلاك دراجة عادية قبل أن يعثر عليها صدفة في يوم من الأيام في إحدى القمامات ، و لكنها كانت دراجة بعجلة واحدة و تنقصها العجلة الخلفية، و حاول جاهدا أن يركب لها عجلة أخرى، و لكنها كانت أكبر منها و غير مناسبة ، مما جعله بعد عدة محاولات يفقد الأمل في تحقيق حلمه . شهدت هذه الدورة مبادرة غير مسبوقة تجلت في برمجة فقرة خاصة عرضت فيها خارج المسابقة الرسمية سبعة أفلام من إخراج طلبة المدارس و المعاهد المتخصصة في السمعي البصري و السينما من مراكش و الرباط و الدارالبيضاء و ورززات و مكناس و تطوان، و تم تكليف هؤلاء المخرجين الشباب بتكوين لجنة لاختيار أحسن فيلم متوسطي قصير مبرمج في المسابقة الرسمية لتسليمه جائزة أطلق عليها إسم «جائزة الشباب»، و قد كان قرار هذه اللجنة موفقا و صائبا حيث اختارت لهذه الجائزة فيلما جيدا و جميلا، و يتعلق الأمر بالفيلم الإيطالي «مسارات غير مرئية». تجدر الإشارة بهذه المناسبة إلى التنظيم الاحترافي الجيد و المحكم بفضل المجهودات التي بذلها كل أعضاء اللجنة التنفيذية و كل أعضاء فريق المركز السينمائي المغربي ( جنود الخفاء ) الذين سهروا بتفان و لباقة دون كلل أو تهاون على كل الإجراءات التنظيمية و البرمجة و العروض السينمائية و توفير كل الظروف و المعدات الملائمة ، و الذين يعود لهم كل الفضل في نجاح هذه الدورة.