تعتبر مدرسة المغرب الفاسي لحراس المرمى رائدة في هذا التخصص عبر تاريخ الممارسة الكروية الوطنية، فمن أحمد الأبيض، الذي دافع عن عرين المنتخب الوطني، وبعده الحارس الكبير حميد الهزاز، الذي ترك بصماته التاريخية رفقة النخبة الوطنية، وكان هناك أيضا الحارس قاسم وبوشتى، ثم جيل لكتامي والتكناوتي وحسن رفاهية، ليعوضهم جيل باكي وفكروش وكوحا والبورقادي، ثم أنس الزنيتي وصخرة وحلافي وجلال، كل هذه السماء جعلت من مدرسة الماص منبتا خصبا للحراس الذين حملوا قميص المنتخب الوطني في مختلف الفئات، وقد كان اختيارهم يتم بطريقة عقلانية. مع انطلاق كل موسم رياضي، يتم البحث عن المواهب الصغيرة في المدارس والدوريات التي تنظمها المدرسة لفرق الأحياء، ويخضع الجميع للاختبارات الأولية، التي يتم التركيز فيها على بعض التمارين والحركات البسيطة لمعرفة إمكانيات الصغار في مجال حراسة المرمى، وبعد حصر اللائحة الأولية وليس النهائية، يعقد اجتماع تقني مع الممارسين الصغار لإعطائهم نظرة عن حارس المرمى وما يتطلبه من جدية ومثابرة للبلوغ إلى الفرق الأولى وحمل قميص المنتخب الوطني، ويتم إعطاء أمثلة بالحراس السابقين للمغرب الفاسي. وحسب التاكناوتي، المدرب السابق لحراس مرمى المغرب الفاسي، فإنه يتم بعد ذلك تحديد أوقات التداريب مع التشديد على التفوق الدراسي، لتفادي أي هدر دراسي، وتنطلق حصص التدريب على مرحلتين، حصة صباحية وأخرى مسائية. وبعد تقديم شواهد طبية وأشعة الراديو، لمعرفة سلامة المعصم بالنسبة للحارس تأتي عملية الوزن والطول، وبعدها يتم التصنيف بين الفئات، والاحتفاظ بالحراس المطلوبين. ومع كل حصة تدريبية، يتم القيام باستعدادات بدنية مع بعض الحركات لرفع درجة رد الفعل والخفة والسرعة بالنسبة للحارس، وبعد ذلك يأتي تمرير الكرات من الجهتين اليمنى واليسرى تدريجيا، ثم التمريرات العالية من الأجنحة، التي تتطلب من الحارس الارتقاء إلى الأعلى للبحث عن الكرة إما لالتقاطها أو إبعادها. وأيضا حصص التسديد من بعيد وضربات الجزاء ثم انطلاق المهاجمين داخل المربع من أجل المراوغة، التي تستدعي من الحارس الخروج لإنقاذ مرماه. هذه التمارين تكون مصاحبة بالتركيز على العامل النفسي، حيث يتم تتبع الحارس في المدرسة وفي الحي. وكلما تبين داع - يؤكد التاكناوتي- نربط الاتصال بالأب لاستفسار عن بعض التصرفات لتصحيح أي خطأ، بعيدا عن أي سب أوتعنيف أو كلام ساقط، كما يفعل البعض سامحهم الله. ويضيف التكناوتي أنه «تبقى هناك عوائق تقف في وجهنا أثناء العمل، وفي مقدمتها الملاعب ثم المعدات الرياضية الضرورية وأدوات الاشتغال التي تسمح باستفادة أكبر عدد ممكن من الحراس في التداريب. وختم بالتأكيد على أنه في ظرف 10سنوات من العمل، يمكن في أحسن الظروف، ومن بين 15 أو 20 حارسا، قد يصل للفريق الأول 3 أو 4 حراس، فيما تتم إعارة الباقي لفرق الهواة لمدة محدودة. مشيرا إلى أن مدارس التكوين حراس المرمى بالمغرب مازال ينقصها الكثير، ولايزال المؤطرون في حاجة إلى التكوين التقني والعلمي من أجل النهوض بالمدارس التكوينية للحراس.