«السيدة الرئيسة السيدة الكاتبة العامة السيدات مندوبات الأحزاب الشقيقة والصديقة الأخوات العزيزات اسمحوا لي أن أعبر لكم عن سعادة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية باحتضان الاجتماع الإقليمي للأممية الاشتراكية للنساء الذي ينعقد في ظرفية متميزة ، تهيمن عليها الأزمة المالية والتحولات العميقة على المستوى العالمي وتطلع الشعوب العربية إلى الديمقراطية والكرامة الإنسانية. هذا الطموح ليس جديدا، بل يعود إلى عقود طويلة وحملته في دولة المنطقة القوى الديمقراطية التي عانت من القمع، والتي واصلت معركتها من أجل إرساء ديمقراطية حقيقية. وهكذا شكل الربيع العربي رد فعل الشعوب إزاء عدم احترام الحريات الأسياسية، ورغبتها في بناء مجتمعات مبنية على قيم كونية كاحترام حقوق الإنسان، والتقدم والمساواة والعدالة الاجتماعية ورغبتها في بناء مجتمعات آمنة ومتصالحة. بين مختلف المكونات. فالنساء العربيات اليوم في قلب هذه التغيرات. الرفاق الأعزاء والأصدقاء لقد اختارت الأممية الاشتراكية للنساء لهذا الاجتماع موضوع «دور النساء العربيات في الدمقراطيات الناشئة». ونحن نعتبر، كعضو نشيط في الأممية الاشتراكية، أن مشاركة نصف السكان في مسيرة بناء الدمقراطية، في فترة تعيش فيها بلاد المنطقة مرحلة حاسمة في سعيها نحو الحرية والتحرر، تعد رهانا استراتيجيا، ينبغي بالضرورة أن يتيح لفاعل أساسي لعب دوره من أجل تدعيم هذه المسيرة بشكل لا رجعة فيه. كما تعد مساهمة النساء العربيات مطلبا للتنمية الشاملة والدائمة التي تظل ناقصة بدون الأخذ بعين الاعتبار لهذا المكون الحيوي لمجتمعاتنا. إن اجتماعنا اليوم يضم أيضا، نساء أحزاب الحوض المتوسطي والشرق الأوسط والقوقاز. وهو يشكل مناسبة لتبادل وتقاسم الآراء من أجل تقريب هذه الجهات ذات المصيرالمشترك، ببعضها البعض، وكذا لدعم الحوار والتضامن ومن أجل تنمية ثقافة السلام والتقاسم والتعايش. إن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وأمام التغييرات التي تطبع عالمنا، يعتبر أن الجهة المتوسطية مدعوة للعب دور مركزي في النظام العالمي الجديد الذي بدأ بالتشكل. وقوة المنطقة ستعتمد على ضفة جنوبية تتميز بالاستقرار. وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يناضل في هذا الاتجاه من اجل بناء مغرب عربي وجعله قوة إقليمية متضامنة على المستويات السياسية، الاقتصادية والاجتماعية، يأخذ بعين الاعتبار تطلعات الشعوب لاحترام الحقوق والكرامة الإنسانية تتجاوز النزاعات المفتعلة. وينعقد الاجتماع أيضا في وقت يطالب فيه الشعب الفلسطيني بالحق في الحصول على الاعتراف بإقامة دولة فلسطينية مستقلة من لدن الأممالمتحدة. ويعتبر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي ظل دوما مساندا لنضال رفاقنا، أن هذا المطلب وجيه وينبغي أن يجد تأييدا كبيرا من طرف كل القوى الحية في العالم التي تكافح من أجل حقوق الشعوب وحريتها. رفاقنا وأصدقاءنا الأعزاء، يتزامن لقاؤنا مع مرحلة جديدة من حياة المواطن والمواطنة المغربيين في اتجاه تحقيق ملكية برلمانية يطالب بها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية منذ مؤتمره الثالث سنة 1978. ويؤسس الدستور الجديد، الذي تم تبنيه في يوليوز الماضي، وبكيفية لا رجعة فيها لخيار الديمقراطية وينص على تعزيز حقوق الإنسان والاعتراف بمختلف الحساسيات والثقافات التي تميز المجتمع المغربي. وينص الدستور أيضا على تقوية الوظيفة الديمقراطية للمؤسسات، للبرلمان والحكومة التي أصبحت سلطتها واختصاصاتها أكثر اتساعا، والعدالة التي اكتسبت استقلاليتها. كما ربط الدستور الجديد ممارسة المسؤولية السياسية بضرورة المحاسبة، والقرار السياسي بنتائج صناديق الاقتراع. وأقر أيضا المجتمع المدني كشريك كامل للسلطات العمومية في إعداد القرارات والاستراتيجيات. وأخيرا عزز الدستور الجديد المساواة في الحقوق والحريات ذات الطابع المدني والسياسي والإقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي، ونص على التزام الدولة على العمل من أجل المناصفة بين الرجال والنساء، وجعل بذلك من المغرب ثاني بلد بعد فرنسا يقر هذا الخيار بشكل دستوري. إخواني، أخواتي الأعزاء. نتمنى كامل النجاح لأشغالكم، ونحن على يقين بأن نقاشاتكن وخلاصاتكن ستكون في مستوى الدينامية التي تعيشها المنطقة. نتمنى لكم أيضا مقاما طيبا في المغرب وشكرا على انتباهكن»