شعيب الدويب كاتب جاء إلى الكتابة متأخرا شأن كبار المبدعين الذين تأخروا في نشر إبداعهم، كعبد الرحمان منيف وإدمون عمران المالح هذا الأخير الذي سمح لقلمه بأن يطل على المتلقين بعدما بلغ من النضج عتيا. صدرت له قصص بالفرنسية تحت عنوان «سراب» هو عبارة عن عشر قصص أو حلقات كما يحلو للكاتب تسميتها ولتسليط الضوء على هذا الإنتاج الأدبي كانت لنا معه هذه الجلسة. حاوره: شكيب عبد الحميد } ماذا عن سراب ولم هذا العنوان؟ لأن الشخوص في الكتاب حياتهم كلها مغامرة، إنهم محتاجون، يخوضون المغامرة، بل المخاطرة من أجل الخلاص من الجوع، من الفاقة، من الخصاص، لكنهم لا يلوون على شيء، حياتهم تذهب هباء منثورا، والإنسان في حد ذاته كيفما كان نوعه أو الطبقة الني ينتمي إليها فإنه مهما فكر وفعل فإنه دائما يعيش في دوامة الكفاح و المغامرة والوهم والسراب كل شيء سائر إلى الزوال، إلى النقصان لهذا فحياة الشخوص في قصصي تعيش الوهم وترتمي في أحضان السراب. } تركز كثيرا على الطفولة؟ بالفعل الطفولة هي التيمة الرئيسة في الكتاب، عالم الطفولة المغتصبة، فضحت التصرفات التي عانينا منها ونحن أطفالا، عرت واقعا أليما، قاسيا ومرا. في بيت زوج أمي بحي القلعة بالجديدة، قاسيت الأمرين، كنت شبه عبد، عانيت الظلم والقسوة. لم يكن يسمح لي بأي شيء لا بالقراءة ولا بالذهاب إلى السينما ولا حتى بالحلم: طفولة بئيسة قاسية. } الكتاب المغاربة يبدأون دائما بكتابة السيرة الذاتية وأنت منهم؟ ربما لأنني أعرف نفسي جيدا وسابر لأغوارها لهذا غرفت منها وتطهرت من الماضي الذي نقش على صفحات حياتي وشما داميا أليما، الذاكرة موشومة بالعنف والألم شأن باقي جيلي، كلنا عشنا نفس المصير وكلنا نرغب في قتل الأب، هذا الطوطم الذي أوشك أن يكون معبودا. } ماذا تمثل بالنسبة إليك الكتابة؟ تطهير وتخلص من عقد الماضي، الكتابة حرية وانعتاق. } من قرأت من الأدباء؟ بوجدرة، محمد ديب، مولود فرعون، لغتهم متينة أكثر من الفرنسيين وفي الأدب العالمي بلزاك، رامبو، الوار، فلوبير، موليير، راسيني. في طفولتي قرأت كتب الأفلام المصورة، كنت أقرأ مختبئا حتى لا يضبطني زوج أمي، فقراءة القصص والسينما والمسرح من المحرمات، العصا بالمرصاد إذا ما ضبطت أقرأ أو سمع عني ذهبت إلى السينما أو شاهدت مباراة في كرة القدم. } العمل القادم؟ بعنوان ملحمة دويب، أتحدث عن قصص واقعية رواها الكبار ومنهم جدتي، تجري الأحداث في قبيلة سبت دويب مرحلة ما قبل دخول الاستعمار للمغرب. إنها ملاحم شعبية شبيهة بالأساطير، هذا هو الإنتاج الثاني، بعد كتاب سراب.