لفظ عامل بمصنع للشمسيات بالمنطقة الصناعية لسيدي معروف بالدارالبيضاء، أنفاسه الأخيرة تحت الأنقاض، جراءانهيار طابق حديث البناء ، بعد زوال أول أمس السبت، في حين نقل 27 شخصا، من بينهم 19 شابة وسيدة، ضمنهم صاحب المصنع وإبنه، إلى كل من مستعجلات مستشفى ابن رشد ومستشفى الحسني، من أجل تلقي العلاجات الضرورية... لقي عامل بمصنع للشمسيات «البراسولات» بالمنطقة الصناعية لسيدي معروف بالدارالبيضاء، حتفه على إثر انهيار طابق حديث البناء، في حين نقل 27 شخصا ضمنهم 19 شابة وسيدة، ومن بينهم صاحب المصنع وإبنه، على وجه الاستعجال إلى كل من مستعجلات مستشفى ابن رشد ومستشفى الحسني من أجل تلقي العلاجات الضرورية. الانهيار الذي طال مصنعا يمتد على مساحة 800 متر مربع، يحمل اسم projexti ، والكائن بتجزئة «مديرسا» بتراب مقاطعة عين الشق، وقع حوالي الساعة الثانية والنصف من ظهر أول أمس السبت حينما كان العمال يشتغلون بشكل عادٍ قبل أن يفاجؤوا بكون المصنع يتحرك تحت أقدامهم كما لو أن زلزالا سيحدث، فهرع بعضهم نحو الباب لاستطلاع الأمر وللنفاذ بجلده تفاديا لكل مكروه، في حين ظل آخرون يترقبون ما سيقع، وبين هم كذلك شرعت الحجارة في السقوط فوق رؤوسهم وأجسادهم، وتهاوى سقف الطابق الأرضي والأول بفعل الوزن الذي لم تقو البناية على تحمله والخاص بالطابق الثاني الذي شيد قبل ذلك بيوم واحد! حادثة مأساوية كان من الممكن أن تكون خسائرها أكبر لولا أن وقائعها جرت يوم السبت حيث كان العمال يتواجدون بعدد أقل، وتمكن بعضهم فقط من الهرب عندما تداعت أجزاء المصنع، بينما الباقون تفاوتت حدة إصاباتهم وخطورتها، بينما لم يمهل القدر الراحل « محمد . ز » وهو من مواليد 23 يناير 1963 ، متسعا من الوقت، حيث توفي تحت الأنقاض مخلفا وراءه ابنين، ووالدين بكياه بحرقة وألم بمكان الحادث الذي حلا به لما علما بالحادثة. وقد سُجل حضور والي أمن الدارالبيضاء ومعه رئيس المنطقة الأمنية وممثلي السلطة المحلية، كما هرعت إلى مكان الحادث 3 شاحنات للإطفاء وعدد مهم من سيارات الإسعاف التي تكلفت بنقل الجرحى إلى المستعجلات، في حين كان أفراد الوقاية المدنية يبحثون بين الأنقاض عن وجود ضحايا محتملين، وقد علمت «الاتحاد الاشتراكي» أن الضحية هو قريب لصاحب المصنع « ع الكريم . م »، الذي كان يشتغل بالمصنع في مجال الخياطة إلا أن إلمامه بمجال البناء جعله يساهم إلى جانب 8 بنائين في تشييد الطابق الثاني ورمي « ضالته » التي لم تقو دعائم المصنع على تحملها فانهارت بأكملها. هذا وقد أمرت النيابة العامة بفتح تحقيق في الموضوع حيث أحيل ملف القضية على فرقة الشرطة القضائية التي باشرت تحرياتها والاستماع إلى بعض العمال ومنهم أجانب، في الوقت الذي كانت فيه الدائرة الأمنية المداومة 17 هي من حررت محضر المعاينة، وعلمت «الاتحاد الاشتراكي» من مصدر مطلع، أن صاحب المصنع قد حصل على رخصة لإضافة الطابق من «دار الخدمات بمجلس المدينة»، علما بأن السؤال العريض الذي بقي بدون جواب هو سبب تداعي البناية، وهو السؤال الذي من المفروض أن تجيب عنه لجنة تقنية شكلت وعهد إليها يوم أمس الأحد بزيارة المصنع وإجراء أبحاثها هي الأخرى في الموضوع. يذكر أن حادثة مصنع سيدي معروف قد أعادت إلى الأذهان الأحداث المأساوية لمحرقة «روزامور»، التي لاتبعد إلا بقليل عن مكان الحادث، ليطرح من جديد سؤال الوقاية والأمن المفتقدين في عدد من الوحدات الصناعية التي باتت عشوائية بالمنطقة الصناعية سيدي معروف وبعدد من المناطق الصناعية على امتداد الرقعة الجغرافية البيضاوية، مما يحتم على السلطات المحلية والجهات المعنية فتح هذا الملف والتعاطي معه بالحزم والصرامة المطلوبين وإعمال القانون في حال وجود مخالفات حفاظا على أرواح المستخدمين والمواطنين.