في الحي المحمدي بالدار البيضاء، هناك مجالان سكنيان شكلا جزءا من ذاكرة المنطقة ومكونا رئيسيا لمعلمتها النضالية ضد الاستعمار . إنهما كاريان الكريمات وكريان الرحمة. هناك إلى جانب الوجه النضالي لهما، عاش السكان مآسي عديدة توزعت بين الحرائق والغرق و...التشريد. من بين ملفات التشريد ما عاناه عدد من السكان أثناء إندلاع حريق مهول في نهاية الستينات في المنطقة المحاذية للقيساريا، مئات من العائلات وجدت نفسها بدون سقف يأويها، ومنذ ذلك التاريخ وهي تطالب بحقها في السكن، خاصة وأن المسؤولين بنوا بمكان الحريق مدرسة إبتدائية (مدرسة إبن حنبل)، دون أن يلتفتوا لمعاناتهم. وطيلة أربعة عقود كانت هناك وعود انتظر الضحايا خروجها إلى أرض الواقع ،لكنها كانت مجرد وعود للتماطل. ومع توالي المسؤولين عن السلطة الإقليمية بالحي المحمدي كان الضحايا يطرقون أبوابهم دون كلل، لكن ملفاتهم وشكاياتهم كانت توضع على الرف ولايتم إدراجها في المشاريع التي أنجزتها الدولة لإيواء سكان مدن الصفيح. لم يستفيدوا من مشروع الحسن الثاني ، ولم تأخذهم السلطات بعين الإعتبار في المشروع الحالي الذي دشنة جلالة الملك محمد السادس في منطقة الهراويين. كم مرة زار الضحايا الديوان الملكي، وأعطيت توجيهات للمسؤولين بالحي المحمدي لحل المشكل وإنصافهم لكن لم يؤخذ الموضوع بجدية. مرة أخرى ربما الألف، هاهم ضحايا حريق كاريان الرحمة والكريمات يطالبون بحق ضاع لمدة أربعة عقود . وكلهم أمل في أن تستجيب السلطات لهذا المطلب وتطوي معاناة عائلات عاشت على الأمل في سقف قار يأويها ويوفر لها الإستقرار.