نجح الرئيس محمود عباس في جعل عضوية دولة فلسطين الحدث الأبرز في اجتماعات الدورة ال66 للجمعية العامة للأمم المتحدة. فقد شهد مقر الرئيس عباس في نيويورك حركة دبلوماسية نشطة جدا,ً لكن عباس واصل صموده أمام كل الضغوط وحتى التهديدات, مما يشير إلى أن عباس نجح في أن يصبح حدث تقديم طلب عضوية دولة فلسطين في الأممالمتحدة وهو الحدث الأبرز لاجتماعات الأممالمتحدة لهذا العام، كما قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل انو ردينة ل»فرانس برس». وكان عباس قد التقى عدداً كبيراً من الوفود أبرزهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي, كما التقى قبله وزير خارجيته الان جوبيه وأيضا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ونائب وزير الخارجية الروسي والامين العام للامم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون والعديد من المسؤولين العرب والأوروبيين. وفيما يواصل اعضاء الوفد الفلسطيني الكبير لقاءاتهم مع كل وفود العالم في مقر الأممالمتحدة بمن فيهم مسؤولون اميركيون، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة «فرانس برس»، انه «التقى مسؤولين من الإدارة الأميركية هما دينيس روس وديفيد هيل في نيويورك». ويشهد مقره سلسلة اجتماعات متواصلة بينه وبين الوفد الفلسطيني لتقييم عمل الوفد والنتائج التي يتم التوصل اليها، كما قال عضو الوفد عزام الاحمد. كما انتشر عدد من الناطقين والمتحدثين بكل اللغات ووزعوا على كل وسائل الإعلام العربية والدولية المعلومات عن هذا الحدث. من جهته، قال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه لوكالة «فرانس برس» عقب لقاء عباس مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، «هناك حركة دبلوماسية نشطة جداً والقضية الفلسطينية عادت الى صدارة الأحداث في العالم, بل هي مركز الحدث والاهتمام الدولي في الاجتماع السنوي للأمم المتحدة لهذا العام». وأضاف عريقات، ان «القضية الاولى في الأممالمتحدة لهذا العام هي القضية الفلسطينية وكل زعماء العالم البارزين حديثهم يتركز على القضية الفلسطينية وطلب دولة فلسطين للانضمام الى الأممالمتحدة». وتابع، «أن أكثر رئيس وفد مطلوب لقاؤه هو الرئيس محمود عباس من قبل كل رؤساء وفود العالم». وتابع، «إن زمام المبادرة هي الآن في أيدينا وجميع الدول وضعت استحقاق ايلول على رأس أولوياتها بعد حسم السقف الفلسطيني الذي أعلنه الرئيس عباس بالتوجه إلى مجلس الأمن لطلب عضوية كاملة لدولة فلسطين». من جهته، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ل»فرانس برس»، «أقول إن قيادات العالم تعترف الآن بأن فلسطين حولت اهتمام وأنظار العالم الى القضية الفلسطينية. إنها قضية رقم واحد على سلسلة اجتماعات الدورة ال66 للامم المتحدة والاهتمام منصب على ماذا سنفعل». وتابع قائلاً، «هناك عشرات من رؤساء العالم ورؤساء الوفود التقوا وسيلتقون الرئيس عباس لذلك يجب أن تسمى هذه الدورة بامتياز دورة فلسطين». وقال، أن «تقديمنا للعضوية الكاملة هو الشغل الشاغل للإعلام الاميركي والدولي والعربي الآن. وحتى داخل ردهات الاممالمتحدة هو الحدث الوحيد الذي يتكلم عنه الجميع». واعتبر ان «الدبلوماسية الفلسطينية التي يقودها الرئيس عباس نجحت في ان تركز الاهتمام العالمي على قضية دولة فلسطين وكل الوفود تتحدث بأنه آن الاوان لإيجاد حل للقضية الفلسطينية قبل ان تمر الدورة الحالية». وقال، «رغم الضغوط والتهديدات من قبل كثيرين وتحرك كافة دول العالم في اللحظات الأخيرة ومنها الادارة الاميركية وتوجه رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الى نيويورك، فإن الحدث في نيويورك هو حدث فلسطيني بامتياز». وقال، «اذا توجهنا الى الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد مجلس الأمن بغض النظر عن تصويت الولاياتالمتحدة بالفيتو او لا، فأتوقع انه سيصوت لصالحنا أكثر من 170 دولة». وتابع المالكي، «حتى وزير خارجية فرنسا قال إنكم ستحصلون على أكثر من 150 صوتاً في الأممالمتحدة وهذا يدل على أن الجميع يدرك التأييد الدولي الكبير جداً لمطلبنا في عضوية الاممالمتحدة وان المجتمع الدولي يريد ان يرى دولة فلسطين عضواً كامل العضوية في الأممالمتحدة وان تصبح دولة مستقلة وذات سيادة على حدودها المعترف بها دولياً وهي حدود العام 1967». من جهته، قال عضو الوفد الفلسطيني عزام الاحمد لوكالة «فرانس برس»، ان لقاء الرئيس عباس مع (وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين) اشتون شهد تحولاً كبيراً في موقف الاتحاد الاوروبي حيث لم نسمع لغة الضغط التي كانت تتحدث بها اشتون وقالت، ان المساعدات الاوروبية لن تتوقف وسيبقى الاتحاد الاوروبي الى جانبكم والاهم انها قالت اننا نتفهم خطوتكم بالتوجه لطلب عضوية دولة فلسطين». واضاف الاحمد، ان «اشتون قالت انها تتمنى ان تنجح خطوتنا وان يؤدي هذا النجاح الى نجاح المفاوضات». وقال، «نحن انتصرنا في هذه المعركة الدبلوماسية وهذه اول مرة نبادر ونصمد امام ضغوط وخاصة الاميركية». وقال، «اننا نشعر ان وهج القضية الفلسطينية عاد إلى صدارة الحدث الدولي». وتابع، «ان الموقف كان داعماً اساسياً لنا وحافظنا على علاقاتنا الدولية وعززناها وخاصة مع الصديقة التقليدية روسيا التي منعت صدور آي بيان من الرباعية ينتقص من الحقوق الفلسطينية». واضاف، «ايضا وزير خارجية الصين الذي تدعم بلاده توجهنا، قال لنا انكم بدأتم تحققون نجاحاً ونتائج ايجابية وانتم لم تتقدموا لطلب العضوية للآن والواقع يثبت نجاحكم».