مثل العديد من أقاليم وعمالات المملكة، جرى بإقليمبني ملال، حفل تنصيب عدد من رجال السلطة الجدد الذين تم تعيينهم مؤخرا في إطار الحركة الانتقالية لوزارة الداخلية، ومن بينهم قائد أغبالو الذي تم نقله وتعيينه بإحدى المناطق التابعة للنفوذ الترابي لولاية تطوان، إلى هنا تبدو الأمور روتينية وطبيعية، إلا إن فضيحة مدوية قلبت هذه الأمور رأسا على عقب، ذلك عندما وردت معلومات خطيرة على مصالح المياه والغابات بإقليمخنيفرة حول الشاحنة التي كانت تقل «رحيل» صاحبنا القائد نحو مقره الجديد، إذ أكدت هذه المعلومات وجود كمية مهمة من خشب شجر الأرز الممتاز وهي مهربة في ثنايا أمتعة صاحبنا القائد على متن الشاحنة التي ستعبر تراب إقليمخنيفرة. المعلومة استنفرت مصالح المديرية الإقليمية للمياه والغابات بخنيفرة، وأعطت تعليماتها الصارمة لمركزها بالقباب، قصد وضع حاجز طرقي وإخضاع الشاحنة لتفتيش دقيق، ليتم نصب كمين بنقطة «أعوير» بسيدي يحيى وسعد، في تنسيق محكم مع سرية درك القباب، وتم إيقاف الشاحنة المشبوهة، قبل منتصف الليل بدقائق معدودة، وتفتيش حمولتها التي عثر بها على كمية الأخشاب المهربة التي تمت مصادرتها وحجزها مع الشاحنة بمستودع «آزرو نايت لحسن»، فيما تم وضع السائق وشقيق صاحبنا القائد رهن الاعتقال الاحتياطي لدى سرية درك القباب في انتظار تقديم ملف القضية أمام العدالة لتقول كلمتها في الموضوع بناء على توجيهات النيابة العامة. وكان بديهيا أن يستأثر هذا الموضوع باهتمام واسع من لدن الرأي العام، ويحمل كافة المهتمين بالشأن المحلي والبيئي والغابوي إلى متابعة تطوراته، سيما أن بطلها من مسؤولي البلد الذين كان من المفروض فيهم حماية الثروة الغابوية من النهب والتهريب.