تنطلق اليوم بالدارالبيضاء فعاليات الدورة الأولى للمعرض الصناعي للمعدات والتكنولوجيا والمناولة، في ظرفية سياسية واقتصادية متميزة بتعدد المخاطر وبتنوع الفرص المتاحة لتحويل نقط ضعف الآخرين إلى محفزات على الاستثمار في المستقبل. لقد حرصت تركيا على أن تكون «ضيفة الشرف» في الدورة الأولى للمعرض، وهذا الحرص النابع من دولة حققت معدل نمو خلال النصف الأول من السنة الجارية في حدود 8.8% متجاوزة بذلك كل التوقعات ومؤكدة مواصلتها لمسيرتها التنموية رغم قربها الجغرافي من اليونان المهددة بالإفلاس ومن إيطاليا وإسبانيا اللتين تصنفان في خانة الدول الأوربية الأكثر عرضة للركود الاقتصادي، بل إلى تدهوره إذا لم تتوصل دول الاتحاد الأوربي إلى إيجاد الحلول الملائمة لإنقاذ العملة الأوربية «الأورو» من مخاطر الاستمرار في فقدان قيمتها مقارنة مع الدولار الأمريكي ومع العملات الآسيوية، إن هذا الحرص يعكس الإرادة القوية للأتراك، حكومة ورجال أعمال ، للاستفادة من بنود اتفاقية الشراكة مع المغرب إلى أبعد حد، فالمنهجية التي جعلت رقم المعاملات بين المغرب وتركيا يتضاعف بعدة مرات بفعل غزو المنتجات التركية للأسواق المغربية، لا تزال قابلة للتطوير وبفعل فوز مقاولات تركية بالعديد من طلبات العروض المغربية. خصوصيات تركيا تجعل منها دولة جديرة بأن تكون قدوة في مجال تحويل أزمات الآخرين إلى فرص للنمو والرفع من حجم الصادرات، والمقاولون المغاربة الذين يطمحون إلى الانخراط بجدية في نادي المنتجين الصناعيين سيجدون في مؤسسة «توركيل TURKEL» التي نظمت المشاركة الجماعية للعارضين الأتراك في معرض INDUSTECH مخاطبا متميزا لتحيين معلوماتهم ولفهم بعض الجوانب الخفية من اللغز التركي، ولعل «يوم تركيا» الذي سينعقد يومه الأربعاء بالمعرض سيكون فرصة سانحة للتعرف على المزيد من فرص التعاون الثنائي لما فيه خدمة المصالح الحيوية لكلا البلدين. نفس الحرص الذي أولته تركيا للمعرض الذي سيحتضنه مركز الندوات والعروض التابع لمكتب الصرف ما بين 14 و 17 شتنبر الجاري، تكرر في إسبانيا حيث حرصت جهة كاطالانيا على أن يكون لها حضور متميز في المعرض ، وفضلا عن كونها استعانت بخدمات مؤسسة «أكسيو ACCIO» المتخصصة في تقديم مختلف الخدمات للمقاولات الكاطالانية، وحضرت في المعرض بعدة أروقة وبوفد هام من رجال الأعمال، فإنها ستعمل على أن يكون يوم «كاطالانيا» بتاريخ 16 شتنبر الجاري محطة بإمكان الفاعلين الاقتصاديين المغاربة أن يعتمدوا عليها في بلورة علاقات شراكة وتعاون ومناولة. الحضور القوي لكل من تركيا وإسبانيا في معرض الدارالبيضاء، سوف لن يغني عن الاطلاع على تجارب العارضين الوافدين من دول أخرى، فالنسيج الاقتصادي المغربي الذي يعاني في جزء كبير منه من الاعتماد على آليات وتقنيات متهالكة ومتجاوزة، لم يعد له من خيار غير الاستثمار في التحديث والعصرنة لتقليص كلفة الإنتاج ومواكبة حاجيات السوق المتطورة.