يشكل تقادم الآليات والمعدات المعتمدة في الإنتاج بالمقاولات الصناعية المغربية، عائقا حقيقيا أمام تقليص كلفة الإنتاج والرفع من القدرة على خوض غمار المنافسة مع المنتوج الأجنبي داخل السوق المغربية وخارجها. فباستثناء نسبة ضئيلة من الوحدات الصناعية، وخاصة منها الكبرى الحديثة العهد، فإن جل المقاولات الصغرى والمتوسطة لم تجدد آلياتها الإنتاجية الأساسية منذ حوالي 20 سنة علما بأن من بين هذه الآليات ما تم استيراده بعد استعمال في الخارج لمدة قد تفوق 10 سنوات. وفي غياب إحصائيات رسمية حديثة ومدققة عن أعمار الآليات المستعملة في المصانع المغربية، وعن الخسائر التي يتسبب فيها التخلف التكنولوجي، فإن المقاولات الصناعية التي لا تتوفر على إمكانيات التمويل الذاتي الكافي لشراء معدات مسايرة لمتطلبات العصر، تتحول إلى ملكية غير مربحة قد يصعب التخلي عنها لأسباب لا علاقة بها بالمنطق الاقتصادي، بما في ذلك الإرث، وتفادي أقوال الناس. تقادم المعدات والآليات والتجهيزات يفرض اللجوء المتكرر إلى الصيانة، غير أن قلة عدد الأطر الغربية المتخصصة في كافة المهن بما في ذلك الميكانيك والإلكترونيك والكهرباء وأجهزة التحكم عن بعد والتلحيم، غالبا ما تفرض استقدام تقنيين أجانب بكلفة باهظة أو المغامرة بتكليف تقنيين مغاربة بإنجاز مهام الصيانة دون التوفر على معايير تميز بين من لهم الكفاءة التي تؤهل لإنجاز المهام المطلوبة منهم وبين المتطفلين على المهنة، وما لم يكن رب المقاولة محظوظا ويهتدي إلى متخصص مغربي كفء، فإن الخسائر التي تنجم عن «البريكول» غالبا ما تفوق كلفة الاستثمار في شراء معدات من الجيل الجديد. ما بين 14 و 17 شتنبر الجاري، سيحتضن مركز الندوات والمعارض التابع لمكتب الصرف بالدارالبيضاء، الدورة الأولى للمعرض الصناعي للمعدات والتكنولوجيا والمناولة «أنديستيك Industech»، وهو المعرض الذي بادرت تركيا إلى اعتماده كبوابة لتقوية تواجدها في المغرب، بل إن ثقتها من جهة في مستقبل المغرب ومن جهة ثانية في رصيد مفوض المعرض عبد المجيد بنموسى، في مجال تنظيم المعارض، جعلتها تراهن على أن تجني ثمار القبول بأن تكون دولة شرف المعرض وان تتجاوز كل المخاطر التي تحدق عادة بالدورات الأولى لكل المعارض، وهذا الخيار الاستراتيجي تمثل على المستوى العملي في المشاركة في المعرض ب 30 مقاولة تمثل 16 مصنعا وممونا للآليات والمعدات والتجهيزات الصناعية. وحتى تكتمل الوصفة، فإن الأتراك يراهنون على أن يكون «يوم تركيا» الذي تحدد تاريخه في 15 شتنبر، مناسبة للتواصل مع المهنيين المغاربة لبحث كل أشكال التعاون الثنائي بما في ذلك الاستثمار والشراكة والمناولة. الدورة الأولى لمعرض Industech لقيت نفس الاهتمام من طرف الحكومة المحلية بكاطالونيا الإسبانية، إذ بادرت بدورها إلى أن تكون ممثلة بشكل متميز في المعرض، إذ ستكون بدورها ممثلة بحوالي 30 صناعيا يمثلون 18 مصنعا وممونا ، وسيخصص لها يوم في المعرض بتاريخ 16 شتنبر الجاري . بالنسبة للمشاركة المغربية في المعرض، تبين من تصريحات المفوض بنموسى أنها محدودة على مستوى الأروقة ولكنها ستكون بدون شك مرتفعة على مستوى عدد الزوار، إذ وجهت الوكالة المنظمة للمعرض «أكتيف أفنتيس « الدعوة لحوالي 5000 مهني وقررت تخصيص الأيام الثلاثة الأولى من المعرض للمهنيين الذين سيكون عليهم الاكتفاء بالإدلاء بالدعوة أو بالبطاقة التعريفية، في حين أن مجانية الدخول ستشمل العموم في اليوم الرابع من المعرض، ولا يستبعد بنموسى أن يندم الكثير من الزوار المهنيين، المغاربة منهم والأجانب، على عدم المشاركة بأروقة في الدورة الأولى وبأن يكون ذلك خير محفز لهم على حجز أروقتهم في الدورة المقبلة. وبخصوص اختيار مكان العرض في المركز التابع مكتب الصرف عوض مكتب معارض الدارالبيضاء، أوضح بنموسى أن الأسباب متعددة ومن أهمها عدم احترام المشرفين على مكتب المعارض لمنطق الشفافية وللمواعيد التي سبق اعتمادها من قبل. وفي هذا السياق سجل بأن الإدارة عمدت إلى الإعلان بعد 15 يوما فقط من تقديم حصيلة معرض السلامة إلى تنظيم معرض خاص بها في نفس الموعد الذي يفترض أن تعطى فيه الأولوية لمن سبق له أن نظم معرضا بنفس التاريخ. المعطى الثاني الأساسي لخصه في أن الأسعار المعتمدة في المركز التابع لمكتب الصرف أقل بكثير من الأسعار التي تفرضها الإدارة المسؤولة عن تسيير مكتب معارض الدارالبيضاء. بالنسبة لافتتاح المعرض، أعلن أنه سيتم رسميا بحضور وزير التجارة الخارجية أما وزير التجارة والصناعة فعلل غيابه بتعدد طلبات الرعاية التي يتوصل بها وبالانهماك على إعداد دفتر تحملات يتم على أساسه تحديد الأنشطة التي تستحق الرعاية وتلك التي لا تستحقه، وإذا كان السفير التركي قد أكد حضوره فإنه من المنتظر أن يتخذ السفير الإسباني نفس القرار.