لم يتوقع والد «عادل» أن خروج ابنه في الساعات الأولى من صباح أحد الأيام خلال شهر رمضان الأبرك من أجل العمل، سيتلوه تلقيه لأخبار غير سارة تفيد بنقل فلذة كبده صوب إحدى المصحات الطبية، وإدخاله إلى قسم العناية المركزة قصد إجراء مجموعة من الفحوصات الطبية، وإخضاعه للأشعة السينية وجهاز السكانير، بعد تعرضه لحادث اعتداء شنيع، تسبب له في تكسير جمجمته، وذراعه الأيمن، وهو نفس الاعتداء الذي طال شقيقه الذي أصيب بدوره بجروح بليغة، وكسر غضروفه، على يد أفراد عائلة تشتغل في مجال تجارة بيع الدجاج بالجملة بطريق الرحمة؟! تفاصيل الواقعة كما وردت على لسان الضحية (هرماش عادل )، الذي لم يجد بدا من التوجه عبر الصحافة المكتوبة لنقل وقائع تظلمه إلى الجهات المعنية، وتحديدا إلى الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء بعدما زادت عناصر الدرك الملكي بمركز سرية مقبرة الرحمة من معاناته ومعاناة أسرته بسبب رفضها تسلم شكايته، تعود إلى توجهه في أول يوم من شهر رمضان المبارك على مثن شاحنته صوب إحدى الضيعات الفلاحية بمنطقة سيدي الخدير بالحي الحسني، من أجل شحن كمية الدجاج المقتناة بالجملة من صاحب المزرعة، فإذا بشخص يدعى (ع ر) وهو أحد تجار بيع الدجاج يقوم باعتراض طريقه، معللا الأمر بأحقيته في أسبقيته اختيار الدجاج السمين، خطوة لم ترق لعادل الذي وجد فيها استفزازا وقلة احترام، فأصرّ على انتظار قدوم دور التاجر، متشبتا بأنه بالنظر إلى حلوله بالمكان قبل المعني بالأمر فإنه الأولى باختيار بضاعته أولا. شنآن ومشاداة كلامية تطورت على حين غرة إلى اعتداء على عادل، وفق تصريحه، ساهم فيه المشتكى به (ع ر ) بمعية شقيقيه وأحد المتعاونين، حيث وجهت له ضربات باستعمال قضبان حديدية أدت إلى إصابته بجروح بليغة، كسرت ذراعه الأيمن، والقدم، وإصابة جمجمته بشقوق، ليسقط أرضا وسط بركة من الدماء، إلى أن تدخل عدد من أبناء دوار دكالة، حيث تم نقله لسرية الدرك الملكي بمنطقة الرحمة . وقائع الاعتداء، حسب تصريح المعتدى عليه، لن تقف عند الحدود الجغرافية للضيعة الفلاحية، بل امتدت أطوارها إلى سرية الدرك الملكي بمنطقة الرحمة ومحيطها، بعدما تفاجئ برفض عناصر الدرك الملكي لتحرير محضر قانوني حول واقعة الاعتداء والاستماع إلى إفادته في هذا الصدد، الأمر الذي استغرب له، قبل أن يعاين قدوم المعتدي رفقة قائد مركز الدرك، فربط الضحية الاتصال بشقيقه لإخباره بالأمر حتى يلتحق به للمطالبة بتمكينه من حقه في تسجيل شكايته، ومن أجل جلب الشاحنة التي ظلت بمكان الحادث، وهو ما تم بالفعل لكن كانت نتيجته هي تعرض الشقيق بدوره لاعتداء، دائما وفقا لشكاية المتضرر، نتج عنه إصابته على مستوى الرأس وتكسير لغضروفه الأيمن ؟ التداعبات السلبية لهذه الواقعة الجسدية والنفسية أرخت بظلالها على المعتدى عليهما وعلى كافة أفراد الأسرة، حيث سلمت للضحية عادل شهادة طبية حددت العجز الطبي في ستين ( 60 ) يوما، علما بأن رأسه به 15 رتقا ( غرزة )، وهو يطالب اليوم بعدما حرم من حق قانوني ودستوري نتيجة لاعتداء استهدف حقه في الحياة، وبعدما أوصدت أبواب سرية الدرك الملكي في وجهه من أجل تسجيل شكايته، بسبب ما يعتبره نفوذا للمعتدي بالمنطقة، من الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف اصدار تعليماته وتفحص ملفه، من أجل تفعيل المسطرة القضائية القانونية في هذه النازلة.