أكد المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي بلندن، جمعة القماطي أن مستقبل الصحراء لا يمكن أن يكون إلا تحت السيادة المغربية . وقال القماطي في اتصال هاتفي من لندن مع قناة العيون الجهوية يوم الاربعاء في نشرتها المسائية إنه « لا مستقبل للصحراء المغربية إلا تحت السيادة المغربية» . وعبر القماطي عن رفض بلاده للتجزيء والتقسيم ، مؤكدا على ضرورة بناء المغرب العربي الكبير. كما أشاد بالموقف «الرائع والمتعاطف»للمغرب مع الثورة الليبية. بالمقابل، انتقد القماطي الموقف الجزائري من الثورة الليبية، معربا عن أسفه لاختيار الجزائر دعم نظام معمر القذافي. وانتقد في هذا الصدد استقبال السلطات الجزائرية لأفراد من أسرة القذافي، معتبرا المبررات «الانسانية» التي قدمتها غير مقبولة. وفي نفس السياق أكد ممثل المجلس الوطني الانتقالي في نيويورك إبراهيم الدباشي أن بلاده تتطلع إلى بناء علاقات متينة مع المملكة المغربية،موضحا في اتصال هاتفي من نيويورك مع قناة العيون الجهوية بثته في نشرتها المسائية ليوم الخميس أن اعتراف المغرب بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا شرعيا للشعب الليبي، وزيارة المسؤولين المغاربة لمدينة بنغازي، مؤشر جيد على أن العلاقات بين الجانبين ستتطور مستقبلا لما فيه مصلحة البلدين . وأشاد الدباشي بهذه المناسبة، بالموقف «المشرف» للمغرب من الثورة الليبية. من جهة أخرى، أكد المسؤول الليبي تطلع بلاده إلى «بناء علاقات وطيدة مع جميع الأشقاء في الوطن العربي» ، مشيرا الى الموقف الذي اعتبرته الجزائر محايدا تجاه ما يحدث في ليبيا، وأن التصرف الذي قامت به السلطات الجزائرية تجاه الضباط الذين انشقوا عن نظام القذافي وفروا إلى أراضيها وسلمتهم إلى طرابلس « لا ينسجم مع هذا الموقف.» من جهة أخرى، أكد رئيس الحكومة عباس الفاسي، مساء أل أمس الخميس بباريس، أن المغرب، القوي بتجربته المؤسساتية وبكفاءاته، سيكون له دور في جهود المجتمع الدولي من أجل دعم الانتقال الديمقراطي، و إعادة الإعمار في ليبيا. وقال الفاسي، في تصريح للصحافة عقب المؤتمر الدولي حول دعم «ليبيا الجديدة « الذي ترأسه بشكل مشترك الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، «لنا دور، لأنه يجمعنا تاريخ مشترك، كما أن نحو100 ألف مغربي يوجدون في ليبيا ويتوفرون على تجربة وكفاءة» . وأبرز رئيس الحكومة، الذي كان مرفوقا خلال أشغال هذا المؤتمر بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري، وسفير المغرب في فرنسا المصطفى ساهل، أيضا» تجربة المغرب الهامة جدا في مجال المؤسسات، خاصة بعد المصادقة على الدستور الجديد، وفي الوقت الذي تستعد فيه ليبيا للانخراط في المسلسل المؤسساتي بدءا بوضع دستور مؤقت «. وقال عباس الفاسي «يمكن أيضا لخبرائنا ورجال القانون وضع إطار يشجع النهوض بالحريات وحقوق الإنسان» ، مشيرا إلى أنه ذكر في مداخلته أمام المشاركين في هذا الاجتماع رفيع المستوى بأن المغرب يعد من «أول البلدان» «التي اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي كممثل «وحيد وشرعي لإرادة الشعب الليبي «. وأضاف أن المغرب دعم منذ البداية «نضال الشعب الليبي من أجل بناء دولة القانون والديمقراطية وحقوق الإنسان «، وتلقى «بشكل إيجابي « انتصار المجلس الوطني الانتقالي الليبي على قوات القذافي. من جهة أخرى، أكد رئيس الحكومة أن «الديمقراطية في ليبيا ستكون حافزا « لإحياء الاتحاد المغاربي بعد «سنوات عدة من الجمود» . من جانب آخر، أبرز الفاسي أن62 رئيس دولة وحكومة، الذين شاركوا في مؤتمر باريس، اتخذوا إجراءات ملموسة وعلى الخصوص في ما يتعلق بالإفراج عن الأرصدة المجمدة للعقيد القذافي. وأضاف أن «هناك حاجة اليوم من أجل الإفراج عن الأرصدة المجمدة لأسباب إنسانية وكذا لوجود عجز كبير ، بالإضافة إلى المساعدة في إعادة إعمار هذا البلد الذي دمرته الحرب». كما يتعلق الأمر، حسب الفاسي، ب «استمرار مبادرات62 بلدا التي ستنضاف إليها قريبا بلدان أخرى أعضاء في الأممالمتحدة من أجل مواكبة إعادة البناء المؤسساتي والاقتصادي والاجتماعي» في ليبيا.