قال ناشطون سوريون إن رسام الكاريكاتير السوري العالمي علي فرزات تعرض لاعتداء بالضرب المبرح أصيب بسببه بكدمات بأنحاء جسمه وخصوصا الوجه واليدين بعد أن خطفته عناصر في العاصمة دمشق. وقال الناطق باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا الناشط عمر إدلبي إن «الفنان فرزات يرقد الآن في مستشفى الرازي بدمشق بعد أن قامت عصابة الأمن والشبيحة التي اختطفته برميه على طريق المطار بعد ضربه ضربا مبرحا خاصة على يديه، وقام المارة بنقله إلى هناك» وأوضح أن عناصر الأمن الذين نفذوا عملية الاختطاف على طريقة العصابات الإجرامية المنظمة، سرقوا محتويات الحقيبة الشخصية للفنان فرزات من أوراق ورسوم وغيرها من حاجياته الشخصية، وأن فرزات تعرض للاعتداء عليه بالضرب المبرح في أثناء محاولته مقاومة عملية الاختطاف، وأن الخاطفين تركوا في السيارة قفازات كانوا يلبسونها لمنع تقفي أثرهم من خلال بصماتهم. وحمل الناطق باسم لجان التنسيق المحلية أجهزة أمن النظام السوري مسؤولية ما تعرض له الفنان فرزات، خاصة أنه قد أجرى عملية جراحية في العمود الفقري منذ مدة قصيرة. وناشد إدلبي منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني العالمي الضغط على النظام السوري لوقف عمليات القتل والاعتقال والاختطاف والتنكيل بحق السوريين. من جهته، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن «عصابة من المسلحين أوقفت رسام الكاريكاتير الشهير واعتدت عليه بالضرب الشديد واختطفته». «علي فرزات من أكبر المعادين للدكتاتورية، ومن المؤكد أن هؤلاء الذين اعتدوا عليه لم يقرؤوا كلام عبد الرحمن الكواكبي حيث قال إن الدكتاتوريات تعتمد في وجودها واستمرارها على الرعاع. واتسمت رسومات الكاريكاتير اليومية التي ينشرها علي فرزات على موقعه والتي يتابعها جمهور عريض، بالكثير من الجرأة والقوة، وقد تناول فيها شخصية الرئيس بشار الأسد، وهذا ما لم يفعله أي رسام داخل سوريا. وكان آخر ما كتبه علي فرزات على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك «في سنة 63 استلم النظام سوريا بخريطتها آنذاك، افتتحها مكتبا عقاريا، الجولان أصبحت مسرحا كوميديا للعراضات والدبكة التحريرية، القنيطرة أصبحت مركزا عالميا للسياحة الأثرية والتسول، وتبخرت إسكندرون وإنطاكية من على الخريطة، أيها المنحبكجية يرجى الإطلاع على الخريطتين القديمة والحديثة، ونحن بانتظار فبركة الرد». وقال الكاتب خطيب بدلة إن «علي فرزات من أكبر المعادين للدكتاتورية، ومن المؤكد أن هؤلاء الذين اعتدوا عليه لم يقرؤوا كلام عبد الرحمن الكواكبي حيث قال إن الدكتاتوريات تعتمد في وجودها واستمرارها على الرعاع». وأكد الكاتب والناشط السياسي حازم نهار للجزيرة نت أن » ما حصل مع علي فرزات وغيره يوحي بأن النظام قد فقد الأسس المعروفة لأي نظام سياسي وهي الأخلاق والعمومية والصفة السياسية، إن ما يمارسه النظام يوحي بأنه فقد القدرة على ممارسة السياسة وتحول إلى مجرد بلطجي «. وأوضح نهار أن شعار النظام في هذه المرحلة هو «من يغني سنستأصل حنجرته، ومن يرسم سوف نقطع أصابعه، ومن يفكر سنعتقله، ولا وجود إلا للصامتين والمنافقين والأبواق التي تسبح بحمده». وفاز علي فرزات (مواليد 1951) بعدد من الجوائز الدولية والعربية، وحصل على ترخيص بإصدار جريدة «الدومري » في عام 2001 وكان ذلك أول ترخيص يعطى لصحيفة مستقلة في سوريا منذ 1963، وشهدت رواجا كبيرا منذ بدء صدورها مع طبع 60 ألف نسخة، إلا أنه نتيجة بعض المشاكل مع السلطات توقفت الجريدة عن الصدور بعد أن تم سحب الترخيص منه في سنة 2003 .