قوات الجيش تواصل تمشيط منطقة جبل الزاوية والقرى المحيطة بها في محافظة إدلب قال ناشطون مناوئون لحكم الرئيس السوري بشار الأسد إن قوات الجيش تواصل تمشيط منطقة جبل الزاوية والقرى المحيطة بها في محافظة إدلب قرب الحدود التركية. ويأتي ذلك في نطاق عملية عسكرية خلفت ثمانية قتلى. وبينما تزداد الضغوط الدولية على الأسد، شهدت دمشق أمس اعتقالات شملت مثقفين وفنانين تظاهروا ضد «القمع». وقال ممثل لجان التنسيق المحلية في سوريا عمر إدلبي إن هناك اقتحاما لعدد من بلدات وقرى جبل الزاوية، لافتا إلى استمرار عمليات الجيش التي يشنها في محافظة إدلب، وقال إن الاقتحام تضمن اعتقال العشرات من المتظاهرين السلميين، ونفى وجود عصابات مسلحة «لأن ما يقوله النظام عن وجود عصابات مسلحة لم يؤكده مصدر مستقل». وأكد إدلبي في تصريح صباح أمس أن الجيش السوري يعتقل من يفر أو يتجه إلى الحدود التركية. وفي رد على اعتقال نحو ثلاثين مثقفا تظاهروا في دمشق أمس، أوضح أن خروج المثقفين بالشعارات التي رفعوها يعد تطورا نوعيا، مشيرا إلى أن المثقفين ليسوا منفصلين عن مطالب الشعب السوري، واعتبر ذلك «ردا على أجهزة النظام التي تخاف الكلمة الحرة وتقمع أي صوت حر ينضم إلى مطالب الشعب». وأقر ممثل لجان التنسيق المحلية في سوريا بوجود فنانين ومثقفين آخرين يؤيدون نظام الأسد، وقال إن القناعة الفكرية ليست السبب الوحيد في ذلك، بل هناك الخوف والرعب والمصالح المتحققة مع النظام. وشدد على أن مظاهرة المثقفين أمس «مشجعة» وستقود إلى تطورات أخرى في حراك المثقفين. وكانت السلطات السورية قد اعتقلت أمس عددا من الفنانين والمثقفين خلال مظاهرة نظمها المئات منهم بحي الميدان وسط دمشق، وطالبوا خلالها بإطلاق الحريات ووقف الحل الأمني الذي اعتمدته السلطات لقمع الاحتجاجات في سوريا. وشارك في المظاهرة التي انطلقت من أمام جامع الحسن مئات من المثقفين والفنانين المعارضين، ومن أبرزهم الفنان والممثل السوري خالد تاجا والمخرج نبيل المالح والفنان فارس الحلو والناشط رياض سيف وفايز سارة ومازن درويش. وقال عبد الكريم ريحاوي الذي شارك بالمظاهرة إن القوات الأمنية تصدت للمتظاهرين ومنعتهم من الخروج وعملت على تفريقهم بالقوة، واعتقلت العشرات وعرف منهم الممثلان الأخوان ملص والكاتبة ريما فليحان والممثلة مي سكاف ويم مشهدي وفادي زيدان والمخرج نضال حسن وسارة الطويل وإياد شربجي والمصورة غيفارا نمر ومحمد ذاكر الخليل. وعلى الصعيد العسكري أكد ناشطون في مجال حقوق الإنسان أن أكثر من مائة حافلة من الأمن والشبيحة وأكثر من أربعين مجنزرة شاركت في عملية اجتياح قرى منطقة جبل الزاوية، ومن بينها كفرحايا وسرجة وفركية، وهو ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بالإضافة إلى عدد من المفقودين. وأفاد رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن بأن من بين القتلى أربعة قرويين قضوا أمس في هجمات مدعومة بالدبابات في أربع قرى بمنطقة جبل الزاوية. وأضاف أن «أعيرة نارية كثيفة» سمعت في هذه المنطقة التي وصل إليها الجيش السوري قبل أسبوعين في محاولة لاحتواء الحركة الاحتجاجية ضد النظام. أما في منطقة قطنا في ريف دمشق فقد قال شاهد العيان أبو حسين للجزيرة إن قوات الأمن أطلقت النار على أهالي المدينة، مما أدى إلى إصابة 17 بجروح متفاوتة الخطورة، مشيرا إلى اعتقال شخصين. ونقلت وكالة رويترز عن ناشط في إدلب طلب عدم الكشف عن اسمه قوله «نشهد تصعيدا عسكريا بعد التصعيد السياسي من جانب النظام»، وذلك في إشارة إلى الاعتقالات التعسفية لآلاف السوريين التي اشتدت في الأسبوعين الأخيرين، حسبما يذكر دعاة لحقوق الإنسان. وفي السياق قال سكان في محافظة دير الزور بشرق البلاد إن انفجارين وقعا في خطي أنابيب لنقل الغاز. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن حريقا اندلع في خط أنابيب إما بسبب اشتعال أعشاب يابسة قريبة من الأنبوب وإما بحدوث تسرب منه. وعلى الصعيد الدولي حذرت قوى دولية -من بينها تركيا- الرئيس الأسد من تكرار المذابح التي كانت ترتكب في عهد والده الرئيس حافظ الأسد الذي سحق بوحشية تحديات اليساريين والإسلاميين لحكمه. واعتبر رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون أن صمت المجلس حيال ما يجري في سوريا «حيث تجاوز الرئيس بشار الأسد كل الحدود» أصبح لا يحتمل، وفق تعبيره.