إذا لُقِّب الشيخ المرحوم مصطفى إسماعيل »بقارىء مصر الأول« الذي يعتبر من كبار القراء المصريين والعالميين الفطاحلة الذين أمتعوا جيل جمال عبد الناصر وأنور السادات، والذي عين كقارىء للقصر الجمهوري، وذلك من خلال أدائه الرائع، وصوته الشجي، الطروب، الذي أطرب كبار الموسيقيين كالأستاذ محمد عبد الوهاب، والست أم كلثوم ومحمد عبد المطلب والشيخ زكرياء،......؟ فماذا علينا نحن المغاربة أن نلقب ونسمي المقرىء الشاب المتميز الذي اعتبره العديد من المتتبعين، أصحاب الآذان السميعة »ظاهرة« ولم لا، وهو يقلد أكبر القراء بصوته وأدائه، يقلد الشيخ مصطفى اسماعيل الذي يصعب تقليده ويبقى ذلك ظاهرة صحية لدى القراء المغاربة الذين سطع نجمهم في بلدنا خلال السنوات القليلة الماضية، وهو الوحيد الذي استطاع أن يجسد لنا قراءة قارىء مصر الأول، إنه المقرىء الشاب عز الدين بدري، ابن حي العنق ومن مواليد 1969 بالدارالبيضاء. ظهرت موهبته ولازال في ربيعه السادس، درس القواعد والأحكام لتجويد القرآن الكريم على يد الأستاذ محمد رفيق، كما كان من رواد مسجد السعودية بلاكورنيش عصر كل سبت وأحد لمتابعة وتعليم القواعد على يد الشيخ عبد الله رفقة العديد من القراء أبناء المدينة العتيقة وبوركون وحتى من درب السلطان. بدأ يقرأ القرآن وسط القراء، وفي الحفلات والمناسبات الدينية بداية بحيه الذي يقطن به (حي العنق، بوركون والمدينة العتيقة) سطع نجمه من خلال أدائه المتميز في القراءة المجودة مع تطبيقه للمقامات الصوتية فطرة دون علمه بذلك. وكان يجلس مع أحد الأساتذة على أساس تلقينه المقامات، فوجىء الأستاذ بأدائه واحترامه للمقام، وبعدما انتهى من الحصة، قال له بالحرف: »أتمزح يا بدري، أنت تقرأ بكل المقامات ولديك تجربة». ومع ذلك، توجه المقرىء بدري عز الدين للمعهد البلدي للموسيقى لدراسة الموسيقى والمقامات الصوتية حتى يأخذ كل شيء بعلم. ومع الاحتكاك مع ذوي الاختصاص، يقول بدري، على أن المقامات علم قائم بذاته، والمقامات تؤخذ علمياً بآلة موسيقية. له مشاركات عديدة في مسابقات تجويد القرآن، حيث فاز بالرتبة الأولى على صعيد الدارالبيضاء، كما حصل على الجائزة الأولى على الصعيد الوطني مثل المغرب في دار الأوبرا المصرية بالقاهرة سنة 2001 و 2002. كان له الحضور القوي في المؤسسة العالمية العربية بباريز الى جانب حضوره أيضاً في بعض الحفلات الدولية بإسبانيا وبولونيا وفرنسا وهولندا، وذلك من خلال أدائه لقراءة القرآن والإنشاد، حيث يقوم بتقليد أكبر مشايخ الإنشاد والمديح، كالشيخ علي محمود، طه الفشني ومحمد عمران. تلقى دعوة من منظمي إحدى الحفلات من فرنسا، حيث كان من بين المدعوين للمشاركة بساندوني بازيليت سنة 2001، والتقى بالفنان السوري العربي صباح فخري والفنان القدير اللبناني وديع الصافي والفنان التونسي لطفي بوشناق الذي كان يناديه بالشيخ، وذلك خلال مهرجانات الموسيقى الروحية بوليلي وفاس «بباب المكينة». ويطمح بدري عز الدين، المقرىء الشاب، كما صرح للجريدة أثناء محاورته، لتسجيل اسمه ضمن القراء الكبار العالميين والمنشدين.